الرئيسية » » يا صـاحبــة القداســـة | فارس خضر

يا صـاحبــة القداســـة | فارس خضر

Written By Gpp on الأحد، 31 يناير 2021 | يناير 31, 2021

يا صـاحبــة القداســـة

فارس خضر



(1)

ضُمَّنِي إلى صَدْرِكَ

يا الله.

كما تَـحْضِـنُ هذهِ الأُمُّ 

صُورةَ الشهيد.

 

في بروازِهِ الفقيرِ،

نظرةُ

مَنْ عايَنَ موتَهُ

قبلَ أنْ تُولَدَ الحياة.

 


يُقَبِّـلُونَ 

يَدَيْـكِ النَّبِيَّتَـيْنِ،

ويُدْفِئُونَ صَوْتَكِ

 بِـحَنَـانٍ فائض.

كُلَّمَا غَرَفُوا الألَـمَ 

بِأَكُفِّهِمْ

تَـهَدَّجَ قلبُكِ،

وازدادتْ

بِـرْكَةُ الدِّماءِ 

تَوَحُّشًا.

ولا تبكين،

لا تَبْكِينَ

يا صاحبةَ القداسةِ، 

لا تبكين.

كانَ الْـمَطَـرُ مُـحْتَجَـزًا

في الأنفاسِ 

ومخنوقًا في صوتِ "شادية".


قالَ الْـخَـدُّ الغَافي  

قالت العينانِ الْـمُثَبَّـتَـتَانِ في الفَراغِ 

قال الوجهُ المدفونُ 

في البرواز:

ليت صَدرَكِ 

كان مقبرتي.

(2)

هذهِ لَيْسَتِ ابتسامةً 

إنَّـهَا قُبْـلَةٌ حَفَـرَتْ طريقَها

على وَجْهَـيْنِ:

عَجُوزٍ مُعَطَّـرٍ بِغُبارِهِ 

وشهيد. 


كيف حَرَّرْتَ رُوحَكَ 

مِنْ هذه الأحجار..؟

كيف كسَـرْتَ هذهِ البَـلاطَاتِ

وَحْـدَكَ..

لِتَنَـامَ هكذا

سَـانِدًا خَـدَّكَ على حَـرْفِ الرصيفِ

كحَجَـرٍ قَـدِيـم.


كنتُ سَـأَضَـعُ كَفِّي تحتَ رَأْسِـكَ

لكنَّ أحلامَكَ 

التي استيقظَتْ فجأةً

رقصَتْ بِنَشْـوَة.


مَلامِـحُـكَ

بيتٌ وَجَـدَ رقصتَهُ

مَلامِـحُـكَ 

راضيةٌ مَرْضِيَّة.


جلبابُـكَ 

الذي قبَّلَتْ أطرافَهُ

الغِيطانُ

كان أخضَرَ.

الأخضرُ

يَفْزَعُ مِنْ لونِ الدَّمِ.

في حديقةِ الْـمَيْـدان،

حَاوَلَ النَّجِيـلُ 

أن يُكَفِّنَـكَ بِـلَـوْنٍ تُـحِبُّـهُ

دُونَ جَـدْوَى.

 (3)

عِنْـدَمَا 

تَغْـرِسِـينَ خِنْجَـرَكِ في قلْبي

لا تَذْكُري اسْـمِي في كتُبِ التواريخِ

ولا تَضَعِي على قَـبْرِيَ شاهدًا.

اتْـرُكِيـني لِلنِّسيانِ يمضُغُ ذِكْـرَايَ 

لِلرِّيـحِ تُطَـيِّرُ وردةً

يضعُها الجنرالاتُ

كُلَّ سَـنَةٍ 

أمامَ النُّصُبِ التَّذْكارِيّ.

(4)

هذهِ المقطوعاتُ الموسيقيةُ

كانتْ في الأصْـلِ

فَـوَارِغَ طَـلْقَاتٍ.. 


الأشجارُ التي كبرت في غيبةِ الساسةِ

كانت عِصِيًّا كهربائية..

العطورُ النسائيةُ التي تتمشَّي 

في الشوارعِ 

مَـحْـلُولةَ الشَّـعْرِ وعاريةَ الأكتافِ

كانتْ قنابِلَ مُسِـيلَةً لِلدُّمُوع.

الورودُ خُوذَاتُ عَسَاكِـرَ

وكُؤُوسُ الشرباتِ دَمٌ


هذهِ الْـجَنَّـةُ 

كانتْ مُـجَـنْـزَرَاتٍ ودَبَّابَاتٍ 

وجِبَاهًا مُقَطِّبةً

 لِـوَطَـنٍ قديم..

(5)

ولَـمَّـا دَهَسَـتْهُ أحلامُهُ

في الطَّـريقِ

تَيَمَّمَ بِالْـهُتَـافِ

وانْفَـرَطَ في حُزنِـهِ


كَـرَمْلٍ

نامَ الرصيفُ على صدرِهِ 

مُنْهَـكًا 

وبَكَى.

(6)

سأجْـمَعُ أشلائي بِنَفْسِي،

لا تَلْمِسُـوا دَمى 

بِأَصَابِعِـكُمُ الطَّـاهِـرَةِ،


دَمِي 

مُلَـوَّثٌ

 بِـمَحَبَّتِـكُمْ.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads