الرئيسية » » يوم زفافي | محمد الظافر / اليمن

يوم زفافي | محمد الظافر / اليمن

Written By علي المضوني on الخميس، 6 يونيو 2019 | يونيو 06, 2019

الجميع كان سعيدًا في يوم زفافي ، وبالطبع كنتُ كذلك وأنا أنظر إلى ( شيماء ) بثوبها الأبيض الجميل إلى جواري ، وعائلتينا ، والأصدقاء ، والصحب والرفاق ، ووسط صخب الفرح حظيت بلحظة قصيرة من التقاط النفس عندما أطفأ منظم الأغاني الأسطوانة قليلًا ، فوقعت عيني على شقيقتي (سلوى ) ، كانت تجلس وحيدًة سعيدًة بثوبها الأنيق الذي أعتقد أنني رأيته على (  سلمى ) شقيقتي الأكبر من قبل.

 سلوى وُلدت بضمور عقلي جعلَها مُختلفةٍ عنا جميعًا ، منذ الصغر  كُنا ( أشقائي وأنا ) الأسرع في حيازة مغانم أفضل أنواع الحلويات التي يحضرها والدي ، بينما كانت سلوى تحظى بالقطعة الأخيرة الأصغر ، كان دورها يقتصر على الجمهور المتفرج لنا ونحن نلعب الكرة أو نصنع الطائرة الورقية في الزقاق ، كم سأَلتنا المشاركة وكم كنا نُعيِدهُا .. "لاحقًا ... لاحقًا"، كنتُ أرى في عيونها حزنًا أبيض في كل صباح كنا نغادر للمدرسة متململين وهي تقف إلى جوار والدتي ولا تفهم جيدًا سبب منعها إياها مرافقتنا ، وعند العودة كانت تقف إلى النافذة مترقبًة إيانا كما لو كنا عائدين من الحرب أو السفر أو من دهر بحاله.

للحظات تعلقت عيوني بها وهي تجلس إلى الطاولة مُطَبِقًة أوامر والدتي بالجلوس دون حراك ، رأيت في عينيها سعادةً مختلفة ، وكأنها كانت تفهم أن شيئًا جميلًا يحدث  الليلة لي ، كانت سعيدًة للغاية بسعادتي لربما أكثر مما لمست من الجميع ،

 أفلتُ يد شيماء من يدي بخفة دون أن تشعر وهي تتحدث مع صديقاتها ، وتوجهت نحوها .. ولأول مرة شعرت أنني بحاجة لأن تعانقني سلوى.. لأن تحيطني هي بيديها .. لا أنا ..

اقتربت منها وما أن قيدتني ذراعيها بإحكام مسندتاً  صدرها إلى صدري حتى أحسست بالدفئ والأمان ..

 آه .. كم كان الصوت  عالياً عندما ارتطمت  القذيفة  بكرسي الزفاف  ،
وكم أحسست بدفئ شقيقتي قبل أن يسلبني الموت شيماء !..

#محمد_الظافر
#يوم_زفافي





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads