الرئيسية » » حياةٌ على إيقاع أمريكي | أحمد ضياء / العراق

حياةٌ على إيقاع أمريكي | أحمد ضياء / العراق

Written By هشام الصباحي on الخميس، 8 نوفمبر 2018 | نوفمبر 08, 2018

حياةٌ على إيقاع أمريكي
أحمد ضياء / العراق





واقعاً وعلى غير العادة 
أكرهُ علمَ بلدي 
المزروع في كلِّ الطّرقات 
فالأحمرُ منه لا يمت إلى الوطنيّة بشيء 
إلّا في تذكير اليتامى 
بسائل من أبائهم
الأبيضُ ذلك لونُ البطرانين
فهو لم يزكّي الأرض بتاتاً 
ولم يجعل سريرة أيّامنا تفوزُ بطعم الرّائحة 
ولم يدرك أي مساحيق تطّوحُ رنّته أطافيلنا المسكونين بالأمراض 
أمَّا الأسود 
فكان سراجاً يمتطيه الخرسان وذوي القلوب المختلفة 
فالسّياسيون في بلدي 
أقاسوا حجم أرديتنا 
ثم ألبسونا الدّين الكاذب 
وعلّمونا كيف نكون طرشاناً غير مبصرين لشيء
بعدها رفعوا عجيزتنا 
وصاحو أن 
أضربوا مؤخراتكم الصّامتة بالخجل.
(الله أكبر) كلمة غريبة 
في مجتمع ردّدها أكثر من الأسماء الحسنى لنفس الإله
فالدّنيا لا تقوم إلّا بسكين كتب عليه (بالطّريقة الإسلاميّة)
ولا تقعد إلّا على طريقة 
إذهب وأفطر مع النّبي و / أو عش مع الجّواري وأقتل 100 شخص بالرّصاص
ولإنَّ الذّكريات الّتي إعدتنا على جمعها داخل جماجمنا 
لم تكن بخيلة 
على نحت افتراض وجودها 
في الشّوارع الغاشمة للامخاخ 
فضّلنا أصمخة جديدة تدخل فيها كلماتنا السّوقيّة 
لتكون حلّاً لعيوننا المذبوحة بالعتمة 
يع .. يع
إلى متى تستريح السّواقي 
عند ضفاف النّخيل.
أنا أكرهُ أزبال حارتنا
المتلوّنة بكثير من الأمنيّات
وأفضّل دائماً الذّهاب إلى المناطق الأكثر ابتهاجاً
لئلّا يتّهمني الأخرون بالإنعزال 
ليس من اليسير أن تشاهد
ذاتك تتلاقح مع بؤرة لم تعشها إلّا في الأحلام
لذا فالكرهُ أحد عوائدي السّاذجة
أنا أكره نفسي 
لأنَّ ارتباطها بي غير لائق بتاتاً 
كما أنَّي أكره كل تلافيف وجودي الرّاعف
فالأرض لم تخلق لي ولا السّماء لعلّي أعرف مكان يناسبني في ظرفي هذا أكثر 
إنَّه في قلوب العوانس.
أكرهُ العَلَم السّابق فهو يحمل نفس عناوين العَلَم الحالي 
إلّا أنَّ النّجوم الخضراء الثّلاثة 
أحالت أيّامنا إلى جوع وحصار 
ولهيب لا تحمد أوتاره من الاششششش 
خوفنا كان من أخينا الّذي يقاسمنا اللقمة 
ومن صديقنا ذي الطّوابع البريديّة
الّذي كلّما كلّمته أخبرني بجملته الشّهيرة 
(علمونه كفدائيَّ صدّام أن نأكل الجّربوع من ط؟زه)
ومن الشّوارع لأنَّ لها أذان لا تحمد سريرتها
في عَلَمِنا السّابق للسّابق 
بدأت السّنون تتقادم والجّبناء يأتون ولا نعلم أيَّ مقدَّس نرغبُ بتقديسه، فكلَّما لاحت أبصارنا في الأفق جاءنا منتظرٌ جديد يقلب الدّنيا علينا ولا نعرف أيَّ مخرج لهذا الأمر.
أكرهُ عَلَمَ بلادي 
فهو لا ينتمي للوطن 
بل لأشخاصٍ يديرونَ دفّة المكان 
أكرههُ لأنَّه لا يشبه العراق 
العلمُ العراقيُ مثل (تشاكي Chucky)
بحاجة ماسة لتعويذةٍ 
ليرجع ينبض بالحنين 
فكل التوابيت المغلّفة به 
كانت مصدر حقدٍ من الامهات.
هذا اللهبُ الدّامع في مرآتي عينيَّ
تضوعُ أفئدته 
عبر
رسمي للموت وبطريقة بدا؟يّة
فلعل الآلاف منّي الآن يودعون بلدانهم المتربة، وغير المنصوص لهم فيه شيء، ببعض من حمّامات الدّموع المرتبكة، وقليل من حفنات الجّروح النّاضجة.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads