الرئيسية » » بيننا سمكة | عبير عبدالعزيز

بيننا سمكة | عبير عبدالعزيز

Written By هشام الصباحي on السبت، 10 نوفمبر 2018 | نوفمبر 10, 2018

                          بيننا سمكة

                                 

لأصنعُ من البحر
جواربًا أرتديها
في حفلات المساء
لتكن جواربي
مليئة بالأسماك الملونة
كى يبتهج أصدقائي
يقولون بصوت واحد
لي ذوق جميل
الوحيدة التي أدلي بقدميَّ
في الماء مرتدية الجوارب
لعل ماء الجوارب يختلط ُ بماء البحر
لعل أسماك الجوارب تهرب للبحر
لعل بعض أسماك البحر تعلقُ بجواربي
لكن ماء جواربي ساكن
أمام تدفق وسرعة ماء البحر
---------------------

شبكة الصياد بثقوب كثيرة
لتكن نوافذ تودع منها الأسماك
مياه البحر وهى راحلة
بعيداً عن الديار
مثل نوافذ الطائرة
التي تعلو بجانب السحب
عندما ترتفع بعيداً
عن أرض الوطن
نرى معها كل شيء صغير
تسقط دموعنا الغزيرة
لنترك ذكريات
كانت موسيقاها
بداخلنا لسنوات عديدة
عرفتُ الآن
لمَ لمْ تصنع شبكة الصياد
مثل منديل شفاف ؟!
---------------------                                
عندما أنظرُ للبحر
أرى جمال البحر
لكنني لا أرى الأسماك
عندما أنظرُ لتلك اللوحة
مرسوم فيها البحر
أرى جمال البحر
لكنني لا أرى الأسماك
خذ الكاميرا واذهب للشاطيء
التقط صورة فوتغرافية للبحر
سوف ترى جمال البحر
حتى الفوتغرافيا القديمة
فوتغرافيا الأبيض و الأسود
لا تُخفي جمال البحر
لكنك لن ترى الأسماك
لذلك عندما تسلم على صديقكَ في الصباح
ترى بهجة صديقكَ، أو تراه حزيناً
ربما غاضباً، أو مغروراً بنجاح مؤقت
ربما مختلفاً معكَ في أمر ما
أو متصالحاً مع آخر لا ترغبه
ربما يأكل مربى التين وأنت تحب الجبن الأبيض
لا تنسى ذكرياتكَ معه التي بداخلك لسنوات
لا تنسى عقله الذي بفضله اقتربتَ منه
لا تنسى تقديره لكَ ذات يوم
لا تنسى أن كل تلك الأشياء بداخله
لذلك عندما ترى جمال البحر
إياكَ أن تنسى
أن هناك الكثير والكثير من الأسماك.
---------------------
لماذا لا يضع الضابط
على كتفيه أسماكاً بدلاً من النجوم
النجوم تلمع وهى ثابتة
عالية وبعيدة رغم جمالها
لكن الأسماك مختلفة الأشكال
مختلفة الألوان والأحجام
تتحرك في الليل والصباح
تجعل للبحر رائحة نحبها جميعاً
فلولا الأسماك ما كان البحر بحرا
لولا الأسماك ما كان صيادُ ُولا شبكة
لمَ نرسم نجمة كبيرة
في كراسة الطفل الصغير ؟!
عندما يجيب مسائله بنجاح
لمَ لا نرسم سمكة ؟!
السمكة تُضحكه
السمكة يحبها
السمكة جالبة للرزق والحظ
فإن كان الثعبان رمزاً للصيدلة
التمساح ماركة مسجلة للملابس
الدب الدمية المفضلة للصغار والكبار
فلمَ الأسماك لا صوت لها لديكم ؟!
رغم أنكم لم تكبروا
إلا ومعكم الكثير من الأسماك
عندما تبحثون في أجسامكم
ستجدون أى جزء ولو صغير منكم
مليئًا بالأسماك.
--------------------------.
                     
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads