أكرهك
حاولتُ كثيراً
أن أكونَ مثلهنَّ،
أن أغني لكَ قبلَ أن تنام،
أن أغسلَ قلبكَ بقُبلة،
أن أبتعدَ على رؤوس أصابعي
وآتي مجلجلةً كعرس
لم أقوَ على ذلك،
فعندما عجنني الله أكثرَ الماء
فكنتُ رخوة،
الماء ينضح من مساماتي
لا نهر قرب بيتي
لكنّي أعودُ كلَّ مساء بأقدامٍ مبللة
أعصر روحي وأنام،
لا أستطيع الوقوف
أحسد النّساء اللواتي ينتصبن كسرو أمام البيوت،
أغار منهنّ
يحلبنَ الأحلام من ضروع الغيم،
يعجنَّ الغد بأيادٍ مجعّدة،
يقرأن اللافتات برصانة، ككتابٍ مقدّس
ويحفظن الأغاني البدويَّة،
أغار منهنّ
لا يتقنّ تسلق السَّلالم مثلي
لا يُضيّعنَ وقتهنّ بالتَّفكير بعواقب القفز،
لا يحلمنَ بمدنٍ أجمل،
عالمٍ أبهى،
وأناسٍ على شاكلة الله،
لا يجلدن أنفسهن إذا ما استمرأْن الفراغ
وشغلتهن القصص التافهة
أغار منهنّ،
وأنا أرى نفسي أتحوَّل لامرأةٍ غبيّة
تركنُ أحلامها على رفِ حضورك،
تطاردكَ كذبابةٍ صيفيّة
ترفع صوتها حتى تشتكي الملائكة في السّماء،
تبحثُ عنك في أكوام القش
بين مئات الرَّسائل،
امرأةٌ غبية
تجلس في زاوية الوقت
تشعل رأسها كشمعةٍ بيضاء،
تراقب الظِّلال تسيل من جسدها
مرتجفةً على جدران الأمس،
تعدّ موائد للحب
من خبزٍ يابس
وأملٍ متعفن
.
.
أكرهك
صنعتَ مني المرأة التي أكره.
