الرئيسية » , , » نصائح مارك مانسون حول تأسيس منصتك الكتابية الخاصة | كتبت: إلين بوفيلدت | ترجمة: زينب موسى

نصائح مارك مانسون حول تأسيس منصتك الكتابية الخاصة | كتبت: إلين بوفيلدت | ترجمة: زينب موسى

Written By موقع يوم الغضب on الخميس، 26 أبريل 2018 | أبريل 26, 2018

نصائح مارك مانسون حول تأسيس منصتك الكتابية الخاصة | كتبت: إلين بوفيلدت | ترجمة: زينب موسى
يحلم العديد من أصحاب المبادرات الفردية المستقلون بتأليف ونشر كتابٍ ما من أجل تثبيت أنفسهم كمراجع، ولعلّ أن تتاح لهم أشياء مثل المشاركة بمناسبات خطابية أيضًا. كما يتبين للكثيرين منهم، الأمر ليس بالسهولة التي يبدو عليها. أولًا، القراء بالغو الانتقائية. إن لم تملك شيئًا مثيرًا للاهتمام لتقوله، وبأسلوب جذاب، ستخسر اهتمامهم بسهولة ويتنهي بك الأمر بكتبٍ كثيرة تحتاج التخلص منها. 
نجح الكاتب والمدوّن مارك مانسون، ذو الـ٣٣ عامًا، في تأسيس منصته الكتابية الخاصة نجاحًا باهرًا. تخرج مانسون من جامعة بوسطن عام ٢٠٠٧ بشهادة في التمويل، وجرب حظه في إدارة الأعمال في مجالات مثل تسويق المحتوى، لكنه سرعان ما اكتشف محدودية مهارته في هذا المجال. إن المضمار الذي كان يبرع فيه فعلًا هو الكتابة. بدأ مانسون مشواره الكتابي من خلال تأسيس مدونة مختصة بنصائح المواعدة والعلاقات الغرامية، وأصدر أول كتبه في هذا المجال، بعنوان ”نماذج “، عام ٢٠١١. يعنى الكتاب بإعطاء نصائح في المواعدة للرجال، و يقدّر مانسون بأن مبيعات الكتاب وصلت إلى ما بين ٥٠ ألف و ٦٠ ألف نسخة منذ ذلك الحين.

بالرغم من أن مجال “نصائح العلاقات الغرامية” مجال مزدحم، فقد نجح مانسون في جذب عدد هائل من القراء، إذ بلغ عدد المسجلين في مدونته ٣٦٠ ألف شخص، و يُعزى هذا النجاح إلى نبرته الانفعالية العصرية التي راقت لجيل الألفية. قام مانسون بعدها بكتابة كتابه الثاني، “فن اللامبالاة: لعيش حياة تخالف المألوف” (صدرت ترجمة عربية للكتاب مؤخرًا عن دار التنوير- المترجِمة)، ووقّع عقدًا مع وكالة HarperOne عبر وكيله “Creative Arts Agency” لإصداره في ٢٠١٦. كان الكتاب ضمن الأفضل مبيعًا في صحيفتَي الـ”نيويورك تايمز” و الـ”واشنطن بوست”. و هو حاليًا يكتب كتابًا آخر عن العلاقات. 
يقول مانسون بأنه على الرغم من أن عالم “النشر الفردي” كان كريمًا معه، إلا إنه يؤمن بأن وسائل النشر التقليدية ستحقق له انتشارًا أوسع. يضيف مانسون: “وجود محرر جعلني كاتبًا أفضل”.
تكلمت معه مؤخرًا حول كيفية بناءه لمنصته الكتابية الخاصة. و هذه بعض الاستراتيجيات التي استخدمها. 

فكر كريادي مبدع

يرفض العديد من الكتاب أخذ الاعتبارات التجارية في الحسبان عندما يكتبون. هذا كان أمرًا جيدًا في الكثير من الأوقات، وقد منحنا كتبًا رائعة ومهمة بالرغم من عدم كونها ضمن الأفضل مبيعًا.
لكن في عالم النشر المزدحم في عصرنا، يتوجب على الذين يكتبون في مجال التنمية الذاتية، إن أرادوا أن يصلوا إلى جمهور أوسع، أن يجدوا طريقة ليُسمعوا وسط الضجيج. فهِم مانسون هذا في وقت مبكر وعمل وِفقه. يقول مانسون “أعتقد أن مقاربتي لمسيرة عملي الإبداعي كانت ريادية وتجارية إلى حد كبير. بالرغم من كوني كاتبًا، إلا إنني نظرت إلى عملي في كثير من الأحيان بنفس الطريقة التي ينظر فيها مؤسسٌ أو مسوّقٌ للأعمال التجارية إلى عمله”. هذا يعني مقاربة عمله بناءً على مبادئ مثل جذب المستهلكين المفترضين، والولاء المؤسسي، والعلامة التجارية. يضيف مانسون “إنني أولي العلامة التجارية اهتمامًا خاصًا بشكل مستمر. أفكر في كتبي من منظور العلامة التجارية، وكذلك مدونتي. كيف تتلائم المدونة مع علامتي التجارية؟  أفكر أيضًا من منظور ديمغرافي”.ماذا يعني ذلك عمليًا؟ لقد أمضى مانسون الكثير من وقته في دراسة مبادئ النجاح في كتابة المحتوى الإعلاني، وأولى اهتمامًا كبيرًا لاختيار عناوين تروق لجمهوره المستهدَف. عادةً ما ينسى الناس أنه يبني علامةً تجارية لا أكثر، ويتوقعون أن تعكس شخصيته عنوان كتابه الأخير. “يخبرني الناس كثيرًا أنني ألطف بكثير في الواقع مما كانوا يتوقعون”، يضيف مانسون.

تعلم كيف تتواصل وتكوّن صلةً بقرائك.

يقول مانسون “إن السبب الذي يجعلنا نقع في حب موسيقا ونصوص معينة هو أننا نشعر بصلة حميمة بيننا وبينها على المستوى الشخصي”. يهدف مانسون إلى بناء علاقة قوية مع قراءه من خلال مدونته، التي ناقش فيها مؤخرًا مواضيع تتراوح ما بين “النسوية” إلى “كيفية زيادة الإنتاجية عبر تقليص الجهد”، بالإضافة إلى خاصية الاشتراك بنشرته البريدية. يضيف مانسون “ لقد أتاح الإنترنت نوعيةً جديدةً من العلاقة بين الفنان وجمهوره.
لا شك أن العلاقة بالقراء يجب أن تكون ثنائية الجانب، فالاستماع إلى القراء لا يقل أهمية عن إسماعهم. فكتابه الثاني مثلًا، الذي صدر في يناير ٢٠١٥، كان أساسُه مقالًا في مدونته عن “وضع الأولويات”، كان مانسون قد اكتشف وقتها أنه لاقى استحسانًا كبيرًا عند القراء وحقق انتشارًا قويًا. فكرة عنوان المقال -الذي هو أيضًا عنوان الكتاب- جاءت عندما كان يمازح أحد أصدقائه. يقول مانسون “إنني أحتفظ بملاحظات على حساب غوغل الخاص بي، حتى أتمكن من الوصول إليها من أي مكان كنت، سواء على هاتفي المحمول أو جهازي اللابتوب. بينما أمارس حياتي، أخرج هاتفي وأدوّن الأفكار. ظننت أن هذا العنوان رائع لشيء ما، فدونته في هاتفي”. بعد أشهر، استخدم العنوان الذي دونه في هاتفه و أعاد تشكيله كعنوان لكتابه.

أسس عملك حول أمور ذات معنى بالنسبة لك

فيما بدأت قاعدته القرائية تتنامى، أضحى مانسون أمام مفترق طرق. “لقد كان بإمكاني حذو طريق التوسّع، حيث أدرب أشخاصًا كي أبني فريقًا كاملًا من الموظفين القادرين على بث وتعليم الكثير من هذه المبادئ والأفكار”، يوضح مانسون. “ لكنني توصلت إلى أن هذا ليس لي”. على الرغم من ذلك، فإنه يقدم بعض الدورات بالفعل، على غرار أحد دوراته المسماة بـ”تغلب على القلق”، وهي مكونة من ٩ حلقات بتكلفة ٤ دولارات أمريكية في الشهر. 

ما الذي دفعه إلى عدم التوسع بشكل أكبر؟ يقول مانسون “إن هذا سيضاعف ثقل العمل على كاهلي ثلاثة أضعاف خلال العشر سنوات القادمة. إنَّ الذي أحبه فعلاً هو الكتابة. إن كنت أستطيع أن أكتب و أحقق عيشًا هانئًا من الكتابة فحسب، لماذا أغير ذلك؟”. عندما فكر مانسون في شكل حياته المثالية، توصل إلى أنها حياة مبنية حول الملذات البسيطة، مثل الجلوس في بيته في مدينة نيويورك. يضيف مانسون “بالنسبة لي، لا تتلخص الحياة المثالية في أن أقود سيارة لامبورغيني على طائرة خاصة، ولا أن أقف أمام جمهور مكون من ألفي شخص. إن نمط الحياة المثالي بالنسبة لي هو أن أعمل ٢٥ ساعة في الأسبوع، وأن أكتب وأستمتع مع عائلتي وأصدقائي وأسافر إلى أماكن جميلة. إن كان ما بنيته يحقق لي ذلك، فما حاجتي لتغييره؟”. يختم كلامه بالقول إن هذا يعني على الأرجح وجود سقف معين لمدخوله ضمن الجانب المنخفض من عدد ذو سبعة أرقام (في اللغة الانجليزية، هذا يعني رقمًا قد يتراوح بين $1,000,000 و $1,999,999 في السنة – المترِجمة). و هذا لا يهمه على الإطلاق. إنه يحب عمله بالغ المرونة، حيث يعتمد على مساعدة متعاقدَين من الخارج. “إن ثلاثتنا سعداء جدًا. ولا زلنا نشعر بأننا نمتلك مساحة كبيرة للنمو.” يختم مانسون.
(نُشر اللقاء بتاريخ ٢٩ يوليو ٢٠١٧ في مجلة فوربز)
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads