أمس | إبراهيم البجلاتي
أمس
وأنا أنتقل - كالعادة - من الحزن إلى الغضب
ومن الغضب إلى الحزن
أعرف القليل عن الهدوء الذي يسبق العاصفة
وأعرف الآقل عن العواصف
أمس
السبت
الثاني والعشرون من شهر أبريل
وجملة كهذه : كلما شاخ المرء مال إلى الضحك على انفراد
بإمكانها أن تقلب اليوم كله
وتترك الواحد مشلولا
بين طاولة الكتابة
ورغبة عظيمة في الصراخ
أمس
حار بالنهار
وبارد بالليل
ومنذ أن غربت الشمس
والطابق الثالث
الطابق الثالث الجديد
من البيت المقابل
البيت الذي يشبه طابية الشطرنج
غارق في إضاءة مبهرة
عشرات من المصابيح خلف الواجهة الزجاجية
لا أحد في الداخل
لا أثاث
ضوء ساطع فقط
يوجع العينين
يُخفي ألوان النهار :
الجهنميات على اليمين
أبيض
وأصفر
وبنفسجي
والأكاسيا بلونها الوردي على اليسار
وبينهما شبكة من أعصاب البونسيانا الجافة
تؤكد غيبة الأحمر
تقول لنفسك : البونسيانا تزهر في الشهر السابع من التقويم القديم
أو في الشهر التاسع
بعد أن حشر "يوليوس " نفسه
في عجلة الزمن
كل هذا
وأنت تجمع حكمة الريحان وحدة النعناع
في شرفة واحدة
في منتصف الليل
يظلم الطابق الثالث في قلعة الجيران
تضحك على انفراد
وأنت ضائع
في الثنائيات نفسها
وفي انتصار النحو على البلاغة الجديدة
أمس
حار بالنهار
بارد بالليل
وضائع
دائما
٢٣ أبريل ٢٠١٧
