الرئيسية » » مقاطع ثالثة من ديوان فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا | هشام محمود

مقاطع ثالثة من ديوان فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا | هشام محمود

Written By Gpp on الاثنين، 1 يناير 2018 | يناير 01, 2018




فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سَتَحْتَاجُ الأَجِنَّةُ..

لِكَثِيرٍ مِنْ التَّفْكِيرِ

قَبْلَ أَنْ تُغَادِرَ أَرْحَامَهَا.

وَسَوْفَ لَنْ تَحْتَاجَ الأَرْحَامُ..

لِكَثِيرٍ مِنْ العَنَاءِ

حَتَّى تَقْذِفَ أَجِنَّتَهَا.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سَيَمْلأُ أَجْوَاءَنَا..

هَوَاءٌ مُسْتَأْنَسٌ،

وَلَزِجٌ،

وَأَكْثَرُ مُلاءَمَةٍ..

لأَنْ نُغَيِّرَ مَلابِسَنَا،

وَرُبَّمَا مَلامِحَنَا

دُونَ أَنْ نَبْذُلَ مَجْهُودًا.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

لَنْ تَكُونَ المَسْأَلَةُ..

أَنْ نَكُونَ،

أَوْ لا نَكُونَ.

سَتَكُونُ..

أَلا نَكُونَ

أَوْ لا نَكُونَ.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سَيُصْبِحُ فِي الإِمْكَانِ..

اسْتِنْسَاخُ الطُّغَاةِ؛

لاخْتِبَارِ الشُّعُوبِ.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سَيَخْتَفِي المُنَافِقُونَ،

وَسَدَنَةُ الحُكْمِ،

وَمُهَنْدِسُو الانْقِلابَاتِ العَسْكَرِيَّةِ.

سَتَظْهَرُ طَبَقَةٌ جَدِيدَةٌ وَمُؤَثِّرَةٌ..

مِنْ الدُّمَى،

وَلُعَبِ الأَطْفَالِ.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

لَنْ تَكُونَ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ..

لِدُورِ الحَضَانَةِ،

وَالمَدَارِسِ،

وَالجَامِعَاتِ،

وَالمَسَارِحِ،

وَدُورِ السِّينِمَا،

وَالمَتَاحِفِ.

سَيُصْبِحُ فِي الإِمْكَانِ..

تَعْلِيمُ النَّاسِ وَتَثْقِيفُهُمْ..

بِعَمَلِيَّاتٍ جِرَاحِيَّةٍ.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيستأصل الناس..

أدمغتهم،

ويستبدلون بأطرافهم..

مقصات.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستتحرر العقول

على نحو يسمح لها..

بمغادرة الرؤوس.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستطول الألسنة كثيرًا

ولن يجد الناس..

شيئًا يقولونه.

وسوف تظهر الصحف اليومية..

بيضاء

(تماما)



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

لن تكون هناك حاجة للصحف،

أو وكالات الأنباء،

أو محطات الراديو والتليفزيون.

سيعمل الكهنة الرسميون..

في مؤسسة (تاحة)*

* فنان شعبي، يقوم بالإعلان عن الوفيات،
ويتقدم الجنازات، وهو يدق طبلة كبيرة،
هي آلته الأساسية (الوحيدة)



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سينقرض المفكرون والأدباء؛

وستلغى..

دعاوى الحسبة.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستتسع الرؤى،

وتضيق العبارات

بحيث تخنق كاتبها.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيتحرر الناس..

من توقهم..

للحرية.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستكون جميع فضاءاتنا مفتوحة؛

بحيث لن نحتاج..

إلى رئاتنا.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيكون مفيدًا للغاية..

ألا يعود الماضي.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سينام القتلى وقتلاهم..

في سرير واحد.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستفقس فأرًا..

بيضة ديك ما قبل التاريخ،

ليتأبط صبارة وحشية،

ويسيرا..

بلا هدف.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيسهل اكتشاف الحب الكاذب

دون أن نعرضه

-        عن عمد -

لأية هزات عاطفية.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيصحب الناس أسماكًا،

وضفادع ميتة..

إلى حدائق الحيوان.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

لن تكون هناك ضرورة..

لحدائق الحيوان.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستنتهي أمراض الشيخوخة،

وسيولد أطفال..

يعانون..

أمراض الشيخوخة.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستكثر عمليات إجهاض الحضارات،

وإخصاء الشعوب..

جماعيا.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

لن يلعب الأطفال،

ولن يحلموا.


فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سترقص (الفلامنكو)

زجاجة مياه معدنية،

بينما ترقبها من أفق اللوحة..

سمكة ميتة.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيترك الرجل أرملته،

ويبحث عن أخرى..

تبكي عليه.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

لن تكون هناك ضرورة..

للبكاء،

وسيولد أطفال ضاحكون

لا تدل ضحكاتهم..

على السعادة.

عندئذ..

سيسعد التعساء..

كثيرًا.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيكون بإمكان المرأة..

أن تتأبط جثثا متحركة..

لرجال أحبتهم.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستتشابه البيوت والسجون،

ولعب الأطفال..

والقنابل العنقودية،

الطغاة أيضًا..

سيتشابهون.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

لن تكون هناك ضرورة للكذب،

وسينقرض الكذابون.

سيكون في الإمكان..

رؤية ما في قلوب الناس،

وعقولهم..

بمجرد المشاهدة.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيضحك الموتى..

بلا مبرر.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيضحك الناس..

وهم يموتون.

ويموتون..

وهم يضحكون.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

سيضحك الناس،

ويبكون..

بلا دموع.



فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا

ستموت جدتي..

مرة ثانية.

وسيسمع بوضوح..

بكاء البكاء.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads