علب الأدوية مفتوحة وملقاة على الأرض
عندما انفجر الكابل اشتعلت النار في الشقة
نار حمراء غليظة
تولد مثل الأمواج الحامية اللامعة
ثم تتداخل في الأثاث والجدران والسقف
وكنت أسمع أصوات النواح
تأتي من الشقق الأخرى
إنني أترنح في قلب النار :
الأصابع تحترق
والجسد يلتف مشوياً على السيخ الدوار
النار أتت ، وسوف تأتي
النار قادمة وأنتم لاتستشعرون
كتب الله عليكم الموت ، وأنتم أحياء
فلا تستشعرون
ولا تعرفون التوقع ، رغم أن كل شىء يتحلل وينتهي
كتب الله عليكم الحياد السلبي
كما أنكم متعجلون
ومنتفخون بما لايمكن الانتفاخ به
وأنا بقلبي الحزن الحميمي :
أتمنى أن تمر علىّ هذه الليلة برداً وسلاماً ،
ولكن الانترنت انقطع فجأة
لذا فالمزيكا ستخرج عن مجالها
وسوف تدور في فلكي الشخصى
وأنا أحرك يديّ مثل المايسترو
مسبلاً عيني : لأنني سأغيب في ملكوت الأحلام
أحس بالتغير في جسدي وفي عمري :
هل تجاوزت الخامسة والستين
أم عدت لعمر اثنين وعشرين سنة
أم أنا في الخمسين ، وستة أشهر
وأسبوع ويومين وأربع ساعات :
العبارة لم تعد تحتمل مطاً وتطويلاً آخر
إذن أرجع إلى قواعدي سالماً .
.
أنا أبكي لأن أحلامي كبيرة
أحلامي لانهاية لها ، كما كنت أتصور دائماً
وعلى حين غرة تكشفت الحقيقة :
لقد انكمشت أحلامي في بعضها البعض
وصارت كلها في حجم رأس دبوس
أفتح كفي لأتأمله : رأس دبوس عادي
يمكن أن يسقط ، ويضيع
بل سقط بالفعل وتاه في أرضية الحجرة
الحجرة "المهلكشة" :
الثياب ملقاة على حافة السرير
و"الشبشب" على المنضدة
وعلب الأدوية مفتوحة وملقاة على البلاط
وكوب الماء مقلوب
وأنا حائر خائر القوى
حتى أنني نسيت اسمي ورسمي
ونسيت في أي زمن أنا ؟