الرئيسية » » إعدام الشاعر | فارس خضر

إعدام الشاعر | فارس خضر

Written By Unknown on الخميس، 20 يوليو 2017 | يوليو 20, 2017


إعدام الشاعر


لا يكفي أن تشعل شمعتك في هذا الظلام، لأن ألف فم مسموم سينفخ في نورك.. إنهم أبناء العتمة الذين رضعوا من ثدي الحقارات في أزمنة منحطة سابقة، ولا يزالون، تدعمهم كيانات مؤسسية تتصور أنها تحتكر "الوطنية" وحدها، فتضع في أيدي الفاسدين، من عملائهم  ومهرجيهم الصغار ـ مقود هذا البلد ليجروه إلى الدرك الأسفل من الخراب..!!
جلست إلى "شاعر"ـ أو هكذا يفترض أن يكون ـ فوجدته يلوك الدفاعات الواهية ويبلور ويبرر كل جرائم الأنظمة السياسية المصرية قاطبة، فكأن المجرم الفعلي هو هذا الشعب البائس المغبون.. تأملته بحزن وأنا أسأل نفسي عن أدواتهم التي استخدموها في إفساده، وكيف لعبوا في أساسه هكذا، ليحولوه إلى خصي تافه، كل ما يتطلع إليه مجالسة السلطان ـ أو على أقل تقديرـ الدفاع عن جرائمه..
فكيف يحدث هذا، والشاعر إن لم يجد وطنا ابتكره،  لا ليمتدح مغتصبيه وقواده، ولكن ليعيد بناءه بكرامة تليق بالأنبياء..
 فإن لم يجد هذه البقعة النبيَّة، المسوَّرة بالعدل وبالمحبة الإنسانية الخالصة، أطلق أشعاره ليعدل ميزان الدنيا، وإن لم تفلح كلماته، انزوى في عزلته، ووَّد لو سكن خيمة على مشارف الصحراء، أو كهفا بدائيا في غابة.. فالذين يكفرون بقدرتهم على إصلاح هذه الحياة، لا يحتاجون لنصوص قاتلة، أو لجماعات جهادية تغسل أدمغتهم، وتعدهم بالجنة، التي هي في مكان آخر، ولكن كل ما يحتاجونه ليلعنوا هذه اللحظة العمياء وليمشوا بأكفانهم متحللين من الخوف .. أن يجدوا ثلة من الفاسدين والأدعياء، يعاقبونهم ليل نهار، لا لشيء سوى أنهم شرفاء، يعشقون تراب أوطانهم، ويحنون جباههم للعرق النازف على أجساد البسطاء والمعوزين؛ شرفاء علمتهم أمهاتهم محبة الحياة، ودربتهم القصائد على أن يزرعوا سحاباتهم في هذه السماء الناشفة.. وأن يمطروا بأرواحهم بردا وسلاما علي هذا الهجير المجدب.. وسلام عليكم..!!             
فارس خضر
مجلة الشعر صيف 2017
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads