الرئيسية » » مراوغة | هشام محمود

مراوغة | هشام محمود

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 3 أبريل 2017 | أبريل 03, 2017


مراوغة
                                                هشام محمود
اللهُ يخلقنا طيِّبِينَ، أنقياءَ كالوَردِ،
ثم تقطفُنا يدُ الحياة،
وتلقينا على أرضٍ صلبةٍ أحيانًا،
        وأحيانًا مُتكلسة،
        وربما رخوة؛
لتدوسَنا بعد هذا،
ونصبحَ - كما نبدو الآن -
بشراً أخِفَّاءَ مُجَوَّفِين،
تمامًا كالكائناتِ التي ترفُضُهَا (هاميس)
إنها صديقتي الصغيرة،
التي تُشاركني ضحكي عندما يكونُ حالة،
وتوجُّسِي عندما يكونُ رمزًا لمرحلة،
والتجائي إلي نفسي،
عندما أعجزُ عن فعل شيء.
وأنا أحبُّها
وخصوصًا عندما تقضمُ قلبي كتفاحة،
أو تنكمشُ أمامي مترقبة مِنى إطراقة عابرة؛
لتنقضَّ علىَّ كعصفورة،
وتلتقطَ عشبَ أيامي،
وتجتاحني بموسيقاها العابثة.
في إمكانى أن أفعلَ اليومَ شيئًا ما:
أن أوقظَ (لارا)
التي اعتادتْ أن تنامَ حتى الحادية عشرة.
و(لارا) هو الاسمُ المُسْتَعَارُ..
لبنتٍ أحَبَّتْنِي بدونِ أسباب.
أو أن أفتحَ الأعمالَ الكاملةَ لـ (سميح القاسم)
بحثًا عن قصيدةٍ بمعانٍ مُسْتَأنَسَة،
لا تَفْجَأ مُسْتَمِعِىَّ الأخلاقيين..
بخروجِهَا عنْ المألوف.
والمألوفُ: شريعةٌ نضَمَنُ بتمسكنا بها
ألا نُتَّهَمَ بالكفر.
الكفر: الذي يشبهُ الفكر،
مع عمليةِ إبدالٍ مُخططةٍ للحروف.
في إمكانى أن أقولَ كلامًا كثيرًا عنْ الحرية،
وتبادلِ الثقافات، والصراع الحضاري.
ومع هذا لابدَّ أنْ أضيفَ
إلى الأسماءِ التي اقترحُهَا للعقل اسمًا جديدًا
         (سلة مهملات)
لأننا لا نُضِيفُ إليه إلا أشياءَنَا البالية،

التي لا نتوقَّعُ أن نحتاجَ إليها مُستقبلًا.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads