الاعتراف الجميل
في السنوات الأخيرة
اكتشفت أنني لا أصلح أن أكون شاعراً للجماهير
فقلت أن الأمنيات الكبيرة لم تخلق لرجل خجول من الريف
وأن هؤلاء العظماء القادرين على جعلنا نجوماً
لا يمكنهم أن يضعوا في حسبانهم شخصاً
لا يغير قمصانه إلا كل عدة شهور.
في السنوات الأخيرة تعرفت على نفسي
تعرفت على طريقة تفاهمي مع العالم
لكنني لم أتعرف على أحد
فعلت كل ما باستطاعتي من أجل الوصول إليهم
لكن قدرتي على الحرب
لم تؤهلني لخوض سنوات جديدة من الشد والجذب
لذا قررت التواطؤ وتعاطي المهدئات
معترفاً بقدراتهم المدهشة على الصواب
وقدراتي المعتادة على الخطأ
في السنوات القديمة ما كنت أعبأ بشيء
سوى الصواب والخطأ
تصوروا شخصاً أقام الدنيا ولم يقعدها
لأن شخصاً تافهاً اتهمه
بالكذب
تصوروا أنه الآن
لا يمكنه أن يفتح فمه
حتى لو اتهم بالقتل أو الخيانة
لأن القشرة الصلدة التي حملها على ظهره كل هذه السنوات
تآكلت من الصمت.
ليس في وسعي الآن
غير الاعتراف بالذنب
حتى ولو لم تكن لي علاقة بشيء
فالذين علموني الصبر
كانوا ملائكة بأقدام كبيرة
لم يحفلوا طوال تاريخهم الطويل
أن يشتروا لها نعالاً
فتركوها هكذا تنمو
كي يستعملوها في الحرب
ويضعوها في وجوه غيرهم
كلما عجزوا عن الكلام.
