الرئيسية » » شرائحٌ | أحمد ضياء

شرائحٌ | أحمد ضياء

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 31 مارس 2017 | مارس 31, 2017

شرائحٌ
للمدافنِ شاشةٌ توشوشُ في أُذنِ الميت
أدلقُ حسرتي في إناء وأرتدي عُريَ الأقدامِ
جرةً مهشمةً يصيّرُني الانفجارُ وبمقاساتٍ متباعدة
انتحاريٌ يعصرُ وجهي بخرائب ذابلةٍ متسلحةٍ بالقتلى
واجمةٌ تلك العيونُ اللامعةُ بشيخوخةِ الغبار
باكينَ بحجمِ الدمِ المتهدل من ثنايا السياراتِ المنفجرة
 لمَ لا نطفئُ صوتَ العدوى لينتقلَ المهرولون عبر أثيرِ التحول؟
امضغُ الورقَ المنزلقَ من شجرِ الأماكن
أهرولُ ككسرة الشمس اللاهثة بشخيرِ أطفالكم
تدحرجتُ على عتبةِ القصف وجسدي مركبةٌ باردةٌ
تسورُ الخفافيشُ فتزفُّ موتانا بضمادِ العتمة
أحملُ الموتَ في حقيبتي، أوزعهُ بين جدائلي
أطلقهُ في فضاءٍ يلدُ الآفاقَ عتبةَ بابٍ تجوبُها الضحايا
تُهرَسُ الرؤوسُ بمساحيقَ تحتشدُ بفوهةِ القناص
تُخيطُني مُلابَساتُ الحادثِ إذ تتكلمُ بذراعي وقدمي المنزوعتين وتتركُ الجاني يتفرجُ على بدني المقرّم.
أوبخ عينيَ أمنعها من التحرر
يدعسُ الموتُ أفواهَنا بالكاتم
يرسلُ موجاتَ رؤياهُ المعشعشة بمشاجبَ تموءُ بصعقها
عباءاتٌ توشوشُ فيَّ
أُجبّرُ الشيخوخةَ بضلوعِ الشباب
تضمحلُ شظايا برادةِ الحديدِ الساقطة من تدهورها
 وتلتئم في تذوق أحبارِ أجسادنا.
أنا قاتلٌ لطيفٌ
ضلوعي غاراتٌ ناشفةٌ من القذيفةِ.
أسلاكُ الكهرباءِ تطبخُنا
تفرغُ شحناتِها
تفركُ
تقرعُ

تُصيِّخُ الغضب، تكوّم قبعةَ الماءِ بأرجوحةِ المُغسِّل.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads