تخريط البصل يسبب كل هذه الدموع
ورق العنب المحشو بالأرز والصلصة سيكون في انتظاري اليوم
بينما يحيط بي الفشل : باتجاه الماضي وباتجاه المستقبل ،
حتى لو كان الحراك قانون العالم
لماذا ألجأ للمنفى النفسي في داخلي ؟
وأظل أحدق في مسبحة جدي الكهرمانية التى كانت فيما مضى ، تضيء في الظلام
.
في كل نظرة للعالم أحس أنني أنظر للمرة الأولى
وأمامي في الشارع المرأة الحامل تمشي بطيئة ، بطنها متضخمة
تضع كفيها أسفل ظهرها وتتوجع ،
فاسأل نفسي عن ميكانيكية التفكير الآدمي
وكيف وصل الإنسان إلى فكرة سلق ورق العنب ، وحشوه بالأرز
ومن ثم ، يعمل هذه الأصابع متساوية الطول ويرصها في "الحلة" .
.
لقد تابعت الفقراء الذين يدخلون الصيدلية بحثاً عن أي دواء
يعالج الآلام التى تنهشهم
والأحاسيس التي تفوق الوصف
أنا المتابع ، المراقب ، المتأمل
ودائماً ما أفاجأ بأنه قد فات الأوان :
والحياة ملعب للكلام ، الحياة ملعب للانهيار ،
الحياة محطمة ، الحياة إطار وبؤرة ، الحياة حدس ومشهد ورجوع .
.
لا أعرف أن أجيب على أي سؤال
والمرأة السمينة واقفة في المطبخ بردفين كبيرين
تجهز لنا العشاء ، من المحشوّ بالأرز الأحمر
واقفة منكبة على البوتجاز تشكو من الغلاء ، وتسعى
لأن تستغل خبرة الحواس والبصر والشم : لتصنع هذه الطعوم اللذيذة .
.
امرأة سمينة لم تدرس حقوق الإنسان
وطوال عمرها تكبح جماح الـمشاعر ،
ولكنها تعرف كيف تطبخ "المحشي"
وتعرف جيداً كيف تحدث نفسها
بالمعاني الصريحة ، فلاتخبئ شيئاً أمام نفسها
وتعرف جيداً أن البشر حتى الآن
لم يعرفوا كيفية فضح أسرارها الداخلية
ومهما فعلوا
لن يتمكنوا من معرفة سر واحد
من الأسرار التي تموج في صدرها .