اِسمي 25 يناير
شعر: محمد عيد إبراهيم
رجلٌ في سَجنٍ
وغريبٌ، خلفَه،
في الظلالِ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
خطوتان إلى الأمامِ
وواحدةٌ جنبَه.
§
رجلٌ في سَجنٍ
وأثقالٌ بقدمَيهِ
يضحكُ، ويبكي.
§
رجلٌ في سَجنٍ
فوقَه إبريقٌ، وماءٌ
ينهشُ عظمَه.
§
رجلٌ في سَجنٍ
ولا شبّاكٌ، أو بشرٌ،
يراهُ الله، فجأةً.
§
رجلٌ في سَجنٍ
ونَجمٌ برأسهِ
لا يضيءُ، أو يُختَطَف.
§
رجلٌ في سَجنٍ
عندَهُ شاشةٌ
وبطولِ الحائطِ،
بارزةٌ
عن ضميرهِ، وبصوتٍ
كالفَحيحِ، على مشهدٍ:
رجلٌ في سَجنٍ
يُقتَلُ دائماً، من
مُديَةٍ في الظهرِ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
هنا، وهناكَ، وحولَهُ
فأرٌ، صديقٌ؛
يُخبّئهُ صُبحاً
ينزّههُ ليلاً،
وبينهما صَوصَوةٌ
تتبَعُها آهةٌ
خَشِنةٌ، برائحةٍ
كالمقابرِ، أو شَخِيرٌ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
وامرأةٌ، تسبحُ، قُربَهُ
مِن سنينَ،
امرأةٌ لَمَسَتهُ بعقربها
وهو مُستلقٍ
فصارَ الحبّ مِشنقةً
في حوضٍ، كلّهُ أزهارٌ،
وشبّاكٌ على البحرِ،
ولا يتطوّرُ المنظرُ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
وقد حَطّ لؤمٌ
يلقّحُ مِسبَحةَ الزمنِ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
معَ رجلٍ في سَجنٍ:
كلمةٌ، أو مجرّدُ ضَرطةٍ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
كمَن يُلقيه شلاّلٌ
من حالقٍ، وعلى حَجرٍ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
لكأنهُ
رجلٌ في سَجنٍ، ومَكرورٌ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
والقيدُ يلمعُ
كالفَهدِ، تحتَ الشمسِ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
وليلاً، قِطةٌ في جِماعٍ،
خَرخشةٌ وكأنَ البكاءَ شَهَقَ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
وثمةَ لونٌ، كأزرقَ
بالهواءِ يطوفُ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
لا يُلبّي نداءً
من قُبلَةٍ تتَسَحّبُ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
بينما ظلٌّ إلى شارعٍ
يتبخّرُ، من بعيدٍ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
وأحمالٌ من الذكرياتِ
في سُفنٍ لا تعودُ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
يحلمُ بمرآةٍ، ليرى
وجهَه، وهو سعيدٌ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
في جَيبهِ بيضةٌ، وقَدّومٌ،
ولا يتآمرُ الليلُ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
حَنّ على قَيدهِ،
مالَ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
حَنّ على قَيدهِ،
ماتَ.
§
رجلٌ في سَجنٍ
والشهداءُ ـ
إلى ربٍّ آخرَ!