الرئيسية » » باب الزنزانة مفتوح | فتحي عبد السميع

باب الزنزانة مفتوح | فتحي عبد السميع

Written By هشام الصباحي on السبت، 9 يوليو 2016 | يوليو 09, 2016

باب الزنزانة مفتوح

فتحي عبد السميع


لا أصدِّقُ
بابُ الزنزانةِ مفتوح
الحرَّاس يهنئونَني
يطلبونَ السماحَ
ويرجونَني ألا أنسى حلاوةَ الخروج.

لا أصدِّقُ
الحريةُ ترقصُ عاريةً
أمامَ تختٍ شرقي
وأنا لم أمُتْ بعدُ
لم أمُتْ
أفكِّرُ فيما سيحدثُ للحياةِ
عندما أُعطي ظهري للسجن

لكأنَّهم  لم يَمنعوا عنِّي الطعامَ والشراب
لكأنَّهم لم يجلِدوني
لكأنَّني لم أسمعْ استغاثاتِ زوجتي
في الحجرةِ المجاورةِ
لكأنني اعترفتُ لهم
بارتكابِ الجرائمِ التي لم أرتكبها.

بابُ الزنزانةِ مفتوح
لكنَّ رائحةً متجهمةً
تتحجَّرُ في فراغِه المستطيل.
الحرَّاسُ يجذبونَني فَرِحين
وأنا أتشبَّثُ بالجدران
كيف لم أشعرْ بحنانِها مِن قبلُ ؟
الحرَّاسُ يتركونني أمامَ بوابةِ السجن
ويَدخلونَ ملوِّحينَ لي
أرتَمِي على البوابةِ المغلَقةِ
وأخبِطُ بكاملِ قوَّتي
أنظرُ للفضاءِ الشاسعِ المُقمِر
وأعاوِدُ الطَّرْقَ والاستغاثة

أفكِّرُ فيما سيحدثُ
لو أعطيتُ ظهري للسجن
وخطوتُ فوقَ الرمالِ الناصعة .
سوفَ تَنطلِقُ صفاراتُ الإنذارِ
وتَستقِرُّ عدةُ طلقاتٍ أعلى مؤخرَتي
سيشْهَدُ الزملاءُ بأني هربتُ
وأنهم أحضروا جثتي
مِن خارجِ السجن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مجموعة الخيط في يدي عام 1997)




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads