الرئيسية » » أَوَحْمٌ أَنْ أ‘ُعُضَّ علَى أصَابِعِي لِألِدَ قَمَراً | عبد اللطيف رعري / مونتبوليي / فرنسا

أَوَحْمٌ أَنْ أ‘ُعُضَّ علَى أصَابِعِي لِألِدَ قَمَراً | عبد اللطيف رعري / مونتبوليي / فرنسا

Written By هشام الصباحي on السبت، 11 يونيو 2016 | يونيو 11, 2016

أَوَحْمٌ أَنْ أ‘ُعُضَّ علَى 
أصَابِعِي

لِألِدَ قَمَراً






لِمَا اليوم بالذات أعُضُ  على أصابعي
لِما أهِيمُ في فراش نَخَرتْهُ القُبلات
وامْتَصّته تعاويذَ الرِّيحِ من شُرفاتٍ عَاطِرةٍ
جنبًا للبُكاءِ
ونكْهة الصحراء تحُفُ رِمالهَا بلا ماء
ولا تسْأل الأطْيافُ مُستَقرَ الأَنِين
من وجَعِ السماءِ
غاب عَنِي الحَنِينُ
في حشمتها ظلت أوتاري تلُوحُ بنكًباًتِ السِّنين
والغَارقُ فِي بًلَلِ العيون يهوى عطشي
على متن كفوف الوحْشَة يتصَيّدُني أرَقِي
وتغزُو مَعالِمِي هَمهَمَاتُ التَّشَظِّي
من ولُوجِ العَتمَة بآهَاتٍ دَلًّلَهَا الصَّمْتُ
أُصَلِي لِسَمائِي ونَدَّى الصُبْح يَسْتفِزُني
قَرَابيِنِي فِي هُروبِها تَلحَسُ تُرابَ الهَجيرِ
 وتغُصُّ فِي نَحْرِي سَيلَ الهَدِيرِ
لتُطْفئَ لَهِيبَ التَّذكُرِ
وتُمْلِي بَقَايَا آياَتِي لِعِناَدِي
ليَخْتَلِي حَولهَا رَسْمِي باللَّيْل
وتَتَجلَّى فِي يَدي شُعْلة الجَلاَلةِ
ويَمْتثِلُ لنَزَواتِي القَمرُ وأعُودُ للشمسِ بالأمَانَةِ
ويعُودُ لِي دِفءُ الهَوى كَمَا هِي الطُّيُورُ سَوَّى
من وَجعِ السّماءِ
 بَدَأ عِشْقِي يَتْلُو الطَّوَى
أتَتْ أجراسِي تَحْرُسُنِي مِنَ النِّسيانِ
وعَلَى ظَهرِهَا أْصْواتُ الغُابَة
وقَصَبَتِي تَمُدُّنِي حُزنَهَا بالنُظْمِ وَالكَآبَة
كَمَا يَمِيلُ دُخَانُهَا كَانَت أهْدَابِي تَمِيلُ
وكَمَا تطْفُو عَلَى عَوِيلِي بالهُزَالِ
تتكَسَّرُ نغْمَتُها وَيَتَصَلّبُ المَّوالُ
لا مَقاسَ لِلَّوْنينِ معًا خَارجَ مِظَلتِي
وَيَشِيخُ الوَهجُ  بَينَ أقْلامِي  
فَمَنْ يُسْكِنُنِي فَوضَى الذِّكْرَيَات
ومَنْ يُعِيدَ تَرْتيبَ قَوامِيسِي المَغْلُوطَة
ويَمْسَحُ عَنْ أرَقِي الأرقُ  
قَالُوا الأحْمَرُ يحْتَوِي الأخْضَرُ ليَنمُو الصَّبَاحُ مُبْرِقًا
وتنْمُو بِجَانِبِ الجِبالِ أعْراَسًا مِن طِينٍ
وتجْرِي الأنْهَارُ فِي اعْتِدالٍ
ويهْرُبُ سَرابَ الظِّلالِ بَيْن أصَابعِي
النَّارُ عَلَى اليمِينِ أقَّلُ حُرْقَةً
مِنْ هَلَعِ النِدَاء
الوَضْعُ فِي الوَسَطِ لُبْسٌ وخِياَنَة
البَدْءُ صَنعَةٌ بْدُونِ مَراَياَ
والوُصُولُ أصْلُهُ حُلْمُ كِنايَة
لِمَا اليَّوْم بالّذَّات أعُضُّ  عَلى أصَابِعِي
وأقُولُ الأخْضرُ نَجْمَةٌ عَارِية
والأحْمَرُ فُسْتَانا للعَاهِراتِ فِي عَجْمان
وعَمَان وَلبْنان  
في نابُلُس وَفاسَ ووهْران
في عْراقَ الأمْسِ مُنذُ وأدِ الإنسَان .....
في صَحْراءَ القَلبِ تَمُوتُ الطُّيُورُ شَنْقًا
ويغْتَالُ الدَّمعُ فرْحَةَ الأَطْفَالِ
فَمِنْهُمْ البَاكِي عَلَى حَجَر ِالمَقَابِر
ومِنهُم الشَّاكِي بِحَنقٍ يَخْنُقُ الأَكَابِر
ومِنهُم تَمَاثِيل تَنْزِفُ عَارًا وَرَمْقُها غَادِر
ومِنهُمْ ومِنهُمْ .....
منهُم بَاعَةُ الأَحْلاَمِ والوَعْدِ العَدِيمِ
مِنهُمْ مَصَّاصِي الدِمَاءِ وَنقْرِ الجُرْحِ الأَليِمِ
منهُمْ الحُفَاةُ والعُراةُ وَماسِكِينَ السَرَاب بالّذيلِ
ومِّنَا صُنَّاع َالحُلمِ وَعُيوُنُنا لاَ تَنامُ
مِّنا أغْنِياءَ الرُوحِ وفِي مَجدِنا سَلامٌ
ومِّنا عِشْقنا للوطَنِ فلا مَجَالَ لِلألمِ
أوَحْمٌ صَار فِي وَهْمِي وَامْتِلاَكِي للحَيرَةِ
أَنْ أعُضَّ علَى أصَابعِي
كُلمَا شَعّتْ قَطْرةُ ماءٍ فِي كَفِي
كُلمُا ضَاعَتْ نبرة تعَلُقِي بالأثِيرِ
 فِي زَمَنٍ لاَ يَأتِي
كُلمُا أخَدَنِي سَهْوِي لِصَمْتِ العَاصِفَة
وأنا أتَعرَّى مِن عَفْويتِي لأراقِصَ القمر
أ وأقٌولٌ الأَخضرُ نَجْمَة عَارية
والأحْمَرُ فُسْتاناً للعَاهِراتِ فِي عَجمَان
وعَمانَ ولبنَان
في نَابلس وَفاسَ ووهْران
فِي عراق الأمسِ مُنذ وأدِ الإنْسان .....
أَوَحْمٌ أَنْ أ‘ُعُضَّ علَى أصَابِعِي
لِأَلدَ قمري ويُشْبِهُني
أَوَحْمٌ أَنْ أ‘ُعُضَّ علَى أصَابِعِي
لِأرُوم قَدَرِي فيُسْعِفَني


عبد اللطيف رعري /مونتبوليي /فرنسا
11l06l2016

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads