الرئيسية » » "اليدان"... للشاعر الأرجنتيني: إزكيل زيدنفرغ

"اليدان"... للشاعر الأرجنتيني: إزكيل زيدنفرغ

Written By تروس on الأربعاء، 23 مارس 2016 | مارس 23, 2016

بمجرد دخولهم إلى الضريح، لا أحد أراد الكلام
وفقط كان يُسمَعُ في صمت السرداب المطبق
لغط مولّدات الكهرباء الاحتياطية
نزلوا الدرج الحلزوني
الضيق المصنوع من الرخام الأبيض والذي يؤدي 
إلى باطن الأرض. وسرعان ما ظهر
نذير شؤم: عاينوا وجود ما يقارب العشرين ضربة 
في الزجاج المصفّح وفي الوسط
ثقب. بعد ذلك، سينتبهون لعدم وجود القصيدة المكتوبة باليد
الموضوعة من قبل الأرملة ("... وصلت 
يد الحب خاصتك/ كأنها فراشات
بيضاء...") والتي يفترض أنها كانت 
فوق الصندوق الخشبي

بعد ذلك مباشرة، أمر القاضي بفتح الأقفال الأربعة
الخاصة بالضريح 
وعند حلول التاسعة والنصف مساء بدؤوا بفتح التابوت

في البداية، بدا كأنه مغلق
لكن سرعان ما فطنوا أنه أيضاً مثقوب 
مع ذلك، رأى الخبراء أن المدنسين قاموا بثقب الزجاج
بهدف التضليل
على الأرجح، وصلوا إلى الجثة باستعمال المفاتيح
وبتواطؤ من حراس المقبرة

بعد إزالة الغطاء 
شاهدوا أخيراً الجثمان تزيّنه
بدلته الخاصة بالفريق الركن 
بألوانها الزرقاء والحمراء والذهبية
وعلى صدره الشريط الرئاسي
ما يزال مربوطا إلى خاصرته

تفطّن الحاضرون سريعاً 
إلى أن معصمي الجثة، حيث
حقن بعد موته
بالفورمالين لتجنب تعفنها
كانا مكشوفين وإلى 
وجود بقايا العظام بين الجسد
والصندوق الخشبي

الوجه والجسد كانا 
بشكل مثير للدهشة، تقريباً على حالهما
كأنهما محنطان. جلده كان
ذا صبغية بنية ضاربة إلى الخضرة
وكان يحتفظ بشعره الأسود ملتصقاً بجمجمته 
كانت قبعة الضابط الرفيع داخل التابوت، 
لكن السيف لم يكن موجوداً
على صدره وُجدت مسبحة 
كان يحملها من قبل بين يديه
المعصم الأيسر 
يظهر مقطوعا من الرسغ. بينما قطع المعصم الآخر
من موضع أعلى

 أما العلم الذي غُطّي
به النعش في الجنازة، فكان يتهرأ
داخل التابوت




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads