الرئيسية » , » قد مات الشعر | إزكيل زيدنفرغ

قد مات الشعر | إزكيل زيدنفرغ

Written By تروس on الأربعاء، 23 مارس 2016 | مارس 23, 2016

قد مات الشعر
إزكيل زيدنفرغ


ظلّت
جانحة في التأني التنويمي للحلم
بينما بعيداً عن التخثر النهائي للوعي،
حول الفِراش ذي الظُّلَّةِ الفضية،
وجنب السرير الفقير من خشبٍ وأشواكٍ،
يجتمعُ الأقرباءُ
منتظرين لحظةَ بدء
تقسيم الميراث.
بكل الأحاسيس الإنسانية المنهكة
صعدتْ سدَّادةُ الرِّيح التي كانت تملكها روحُهُ
باتجاه النسائم، ذائبةً في عصْفةٍ نابذةٍ
من ضوء مثل "إيليَّا" مفتوناً يُرفَع في العاصفة
فوق عربة من نار.
حتى ولو ماتت الحياة
فإنَّ ذاكرتها لم تترك عزاء طافحاً: لا أحد قد شق المياه،
ولا انجلى "اليسع" وريثا.
بعيدون عن المعجزات
في تواطؤ سحبوا الجثة
وأتى محتالٌ ليملي وصية زائفة،
متدثراً بلحافه الذي بعد ما زال
دافئاً.
الشعر
قد مات. "موتٌ طبيعيٌّ"
حسبما أعلنه ناطقٌ رسميّ،
"بعدما صارع ولأعوامٍ طِوالٍ
مرضا خبيثا".
(انتهى البلاغ).
"بحزن 
بالغ ينعيه أبناؤه وبناته،
وأحفاده وحفيداته وزوجته الوفية
وينشدون أن تُقامَ صلاة لذكراه".
قد مات 
الشعرُ، منذ قرن ونصف،
وإن بدا أن ورثته بعد مازالوا هم أنفسهم
لم يمشطوا الشيب ويمشون منتصبين دون مساعدة من أحد
التقرير حديث الآن
(الشعر ورثة بلا وصية)،
بعد ألفِ تهَجُّمٍ قضائي وتهجُّمٍ
صدر الحكم النهائي، ومن الممكن إحالة طلبٍ للجهات المختصة
قصد التصفية النهائية للميراث؛
الممتلكات المعروضة:
فرصة فريدة، يباع حصن من كتل الطوب فقط. 
تفاصيل هامة من العاج على واجهة.
نصيب: محل تجاري أو مباني خاصة بالدولة.
للتدوير. دونما غرف حمام ولا نوافذ.
ووفرة هائلة من المرايا.


* Ezequiel Zaidenwerg شاعر ومترجم أرجنتين يمن مواليد بوينوس أيريس سنة 1981 مقيم في نيويورك، وهو من الأصوات الشعرية الجديدة في المشهد الشعري في أميركا اللاتينية، نشر عدداً من المجموعات الشعرية وأنطولوجيا شعرية جمع فيها 33 شاعراً من الأرجنتين.

ترجمة عن الإسبانية خالد الريسوني




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads