الرئيسية » , » نداء البحر | ميراجي | ترجمة عن الأردية: هاني السعيد

نداء البحر | ميراجي | ترجمة عن الأردية: هاني السعيد

Written By هشام الصباحي on الخميس، 7 يناير 2016 | يناير 07, 2016

ميراجي
ترجمة عن الأردية: هاني السعيد

نداء البحر


تقول هذه الهمَسات: تعال الآن فأنا أناديك مرارًا منذ سنين حتى
                                                           أنهك قلبي الإعياء
تناهت من قبلُ إلى سمعي أصواتٌ للحظة تارة ولأمد تارة 
                لكن يتناهى إلى سمعي توًا هذا الصوت الغريب
ما من أحد أنهكه تكرار نداء قط, ولعله لن يُنهك أحدًا،
"يا بُنى العزيز".. "ما أحبَّك إليَّ!".. "فاعلم" إنْ
                                           هكذا فعلت
ستراني أبشعَ ما في الكون... "يا إلهي، يا إلهي!"
نشجة، أو بسمة أحيانًا، أو حتى محض عُبوسة
لكن ما زالت هذي الأصوات تتدفق
          وقد تلاقت عبرها حياة فانية بالأبدية
لكن هذا الصوت الغريب الذي أنهكه الإعياء
راح يهدِّد دومًا بإبادة كل الأصوات

الآن ما من رفَّة جفن ولا بسمة أو عُبوسة وجه
فقط ثمة آذان تُصغي باستمرار
هذه حديقة.... يتمايل فيها النسيم، وتتفتَّق الأكمام، 
تعبق البراعم بالشَّذى، وتتفتَّح الأزهار مرارًا ثم تذبل 
وتتساقط، فَتُشَكِّل بِساطًا مخمليًّا 
تنساب عليه جنِّيَّاتُ رغباتي يتبخترن بأناقة مدهشة
كأن الحديقة مرآة،
انعكس عليها كل شكل ، فتزيَّن ثم امَّحى وتلاشى إلى الأبد
هذا جبل....صامت، ساكن،
يفور فيه أحيانًا نبعٌ يتسائل ماذا على الجانب الآخر من صخوره؟
أما أنا فيكفيني سفح الجبل، وفي السَّفح واد، وفي الوادي نهر،
                             وفى النهر ينساب قاربٌ مرآة ،
انعكس عليها كل شكل، لكنه يتلاشى في لمحة
                                                فلا يعاود الظهور إلى الأبد

هذه صحراء....شاسعة، جدباء، جرداء
زوابعها صورة متجسِّدة لأشباح شرسة
لكنني بعيدٌ....نظراتي مثبَّتةٌ على أيكة أشجار
الآن ما من صحراء، أو جبل، أو حديقة
الآن ما من رفَّة جفن ولا بسمةِ ولا عُبوسةِ وجه
فقط صوت غريب, يقول: أناديك مراراً حتى
                             أنهك قلبي الإعياء،
ما من أحد أنهكه تكرار نداء قط, ولعله لن يُنهك أحدا
فهذا الصوت إذن مرآة، وأنا منهك فقط

ما من صحراء، أو جبل، أو حديقة، فقط البحر يناديني الآن
كل ما نبع من البحر، إليه سوف يعود.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads