الرئيسية » , » قصائد من روسيا - الشاعرة آنّا أخماتوفا / ترجمة نزار سرطاوي Poems - by Anna Akhmatova - Translated by Nizar Sartawi

قصائد من روسيا - الشاعرة آنّا أخماتوفا / ترجمة نزار سرطاوي Poems - by Anna Akhmatova - Translated by Nizar Sartawi

Written By هشام الصباحي on الخميس، 25 يونيو 2015 | يونيو 25, 2015

قصائد من روسيا - الشاعرة آنّا أخماتوفا / ترجمة نزار سرطاوي Poems - by Anna Akhmatova - Translated by Nizar Sartawi


– مقدمة

ولدت الشاعرة آنا أخماتوفا في مدينة أوديسا الأوكرانية في 23 حزيران / يونيو عام 1889. وفي العام التالي لولادنها رحلت عائلتها شمالاً لتسكن بالقرب من مدينة سان بطرسبرج. التحقت أخماتوفا بإحدى المدارس الثانوية هناك، ثم انتقلت الى مدينة كييف (1906 – 1910) لتكمل دراستها بعد انفصال والديها في عام 1905. بعد ذلك التحقت بجامعة كييف لدراسة القانون، لكنها لم تلبث أن تركت الجامعة وعادت إلى سان بطرسبرج لدراسة الأدب. 

في عام 1910 تزوجت أخماتوفا من الشاعر الروسي نيكولاي غوميليوف. وبعد ذلك صابوقت قصير بدأت بنشر شعرها.  وأصبحت هي وزوجها من روّاد الحركة الأكمية التي دعت إلى الوضوح والحِرَفية كردة فعل على الأسلوب الفضفاض واللغة الغامضة اللذين سادا في الشعر الروسي في أواخر القرن التاسع عشر.

كان للثورة الروسية تأثيرها الكبير على حياة أخماتوفا وغوميليوف. وعلى الرغم من طلاقها منه فقد أصيبت بصدمة كبيرة عندما قام البلاشفة بإعدامه في عام 1921 بعد اتهامه بخيانة الثورة. كما أودع ابنها السجن في عام 1938، وبقي في معسكرات الاعتقال حتى وفاة ستالين. 

تزوجت أخماتوفا ثانيةً وثالثةً بعد طلاقها. لكن زوجها الثالث نيكولاي بيونين سجن في عام 1949 وتوفي بعد ذلك في عام 1953 في معسكر السجن في سيبيريا. وقد تم حظر كتاباتها بصورة غير رسمية بين عامي 1925 و 1940. ثم منعت مرة أخرى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. لكنها، خلافا لكثير من معاصريها من الأدباء، لم تفكر في الرحيل إلى المنفى.

عاشت أخماتوفا حياةً قاسية عانت خلالها من الاضطهاد والحظر على يد الحكومة الستالينية التي اعتبرتها عدواً خطيراً. ولكن نظراً لما كانت تتمتع به من شعبية لم يتم الاعتداء عليها مباشرة.

في عام 1965 منحتها جامعة أكسفورد شهادة الدكتوراه الفخرية.

توفيت أخماتوفا في 5 آذار / مارس عام 1966 في مدينة لينينغراد.

---------------------------

– حسبتَني من ذلك النوع  

حسبتَني من ذلك النوع
الذي يمكنك أن تنساه،
وأنّي كنت سوف أتوسلّ وأبكي
وألقي بنفسي تحت حوافر فرس كستنائية اللون،

أو أنّي سأطلب من السَحرة خلطةً سحريةً
من الجذور وأرسل إليك بهديةٍ مُريعة:
منديلي الثمين المعطر.

عليك اللعنة! فلن أمنح روحك اللعينة
دموعاً تنوب عنّي أو نظرةً واحدة.

وأقسم لك بحديقة الملائكة،
أقسم بالأيقونة التي تصنع المعجزات،
  وبِنار  ليالينا ودخانها:
أنّي لن أعود إليك أبداً

---------------------------

– حديقة الصيف  

أودّ أن أزور الأزهار في تلك الحديقة البديعة 
التي يحيط بها أروع سياج في الدنيا.

حيث تَذْكُرني التماثيل حين كنت صغيرة
وأذكرها تحت مياه نهر نيفا.

في عَبَق الصمت بين أشجار الزيزفون المهيبة 
أتخيل صرير صواري المراكب.

والبجعة، كشأنها في الماضي، تعوم بين القرون
وهي تبدي أعجابها بتوأمها.

وكالموتى تنام هناك مئات الآلاف من آثارِ أقدامِ
الأصحاب والأعداء، الأعداء والأصدقاء.

وموكبٌ الظلال لا ينتهي
من المزهرية الغرانيتية إلى باب القصر.

هناك تتحدث لياليَّ البيضاء هامسةَ
عن حبٍ نبيلٍ وغامض  

وكل شيء يتوهّج كاليشب والصَدَف 
لكن مصدر النور يلفه الغموض.

---------------------------

– ثمّة كلمات لا يمكن أن تقال مرتين

ثمّة كلمات لا يمكن أن تقال مرتين
فمن قالها مرّةً استنزف كل حواسّه
شيئان فقط لا نهاية لهما
زرقة السماء ورحمة الخالق

---------------------------

– الوِحدة
كثيرة هي الحجارة التي رُجمت بها،
حتى أنني لم اعد أخشاها أبداً،
والحفرة قد غدت برجاً راسخاً،
شاهقاً بين أبراجٍ شاهقة.
أشكر البنائين،
وأدعو لهم أن تبتعد عنهم الهموم والأحزان.
من هنا سوف أرى شروق الشمس في وقت أبكر،
هنا آخرُ شعاعٍ للشمس يغمرُه الفرح.
وعبرَ نوافذِ غرفتي
كثيراً ما تطير نسائمُ الشمال.
ومن يدي تأكل حمامةٌ حبوبَ القمح...
أما صفحتي التي لم تكتمل،
فإن اليدَ السمراءَ لعروسِ الشِّعْرِ بهدوئِها ولطفِها  
السماويَّيْن، سوف تكملها.

---------------------------

– الحنان الحقيقي

الحنان الحقيقي صامت
ولا يمكن أن نحسبه شيئاً آخر.
عبثا برغبتك الجادّة.
تغطّي كتفيَّ بالفراء؛
عبثا تحاول اقناعي
بفضائل الحب الأول.
لكنني أعرف جيدا معنى
نظراتك اللحوحة اللاهبة.

---------------------------

– أشعة الشمس ملأت الغرفة 

أشعة الشمس ملأت الغرفة
بِنُقَطٍ من الغبار ذهبيةٍ صافية.
استيقظْتُ وتذكَّرْت،
يا إلهي، كان عيدَ ميلادك.

لكن بعيداً وراءَ نافذتي
كانت الثلوجُ قد غطّتِ الأرض،
وجعلتني أنسى، ولذا فأنا الآن أُكَفّرُ عن ذلك، 
فأنام بلا أحلام.

---------------------------

– تقيم في داخلي 

تقيم في داخلي، كما لو كانت حجراً أ
بيضَ في أعماق بئر، 
ذكرى لا أقدر أن أحاربها ولن أفعل:
هي الفرح وهي الألم.
كل من ينظر إلى عينيّ مباشرة
لا يمكنه إلّا أن يراها، ولا يمكنه إلا
أن يصبح أكثر تفكيراً وأكثر حزناً وهدوءً
مما لو كان يستمع إلى حكاية مأساوية.

أعرف أن الآلهة قد حوّلوا الناس إلى أشياء،
تاركين وعيهم حيّاً وحرّاً.
كي تظلّ دهشة المعاناة حيّة،
وأنت قد تمّ تحويلك إليّ.
---------------------------

– علمت نفسي أن أعيش ببساطة
علمت نفسي أن أعيش ببساطة وحكمة،
أن انظر إلى السماء، وأصلي لله،
وأن أذهب في جولة طويلة قُبَيلَ المساء
لأُبدد مخاوفي الزائدة.
حين تُصدِر نباتات الأرقطيون حفيفها في الوادي
ويتدلى عنقود توت الروان الأحمر المُشرّب بالصفرة  
أكتب أشعاراً سعيدة
عن البِلى الذي بعتري الحياة، البِلى والجمال.
أقفل راجعةَ. القطة ذات الفراء
تلعق كفي، تموء مواءً حلواً
والنار تتوهج اشتعالاً
فوق برج معمل النشارة على ضفاف البحيرة.
وجدها صرخة اللقلق الذي يهبط على السطح
تمزّف الصمت بين فينةٍ وأخرى.
لو طرقت بابي  فقد لا أسمعك.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads