الرئيسية » » كانوا طائرين فوق الخليج | محمد متولي | من ديوان أغنية على بحر إيجة

كانوا طائرين فوق الخليج | محمد متولي | من ديوان أغنية على بحر إيجة

Written By هشام الصباحي on الأحد، 21 يونيو 2015 | يونيو 21, 2015

كانوا طائرين فوق الخليج

يا بنات إزمير
جَهِّزْنَ المزامير
فإن «جوزيل»
ابنةَ الغجر
قد خلعت حجابها
وانتعلت كعبًا عاليًا
وارتدت تنورة مُكشكشة قصيرة
كيما تلتقي «ميميت»
ابن الذوات
الذي يمتلك قلبًا حنونًا
ولكنه يكره الكلاب
***
قمرٌ برتقاليٌّ
فوق بحر إيجة
رآه سائحان، قادمان من مصر،
من شرفة الفندق
ولم يصدقا- حتى هذه اللحظة-
ما شاهدته أعينهما!
***
نهارًا
كان بائع الأعلام الوطنية الغجري
يود اللحاق بالمظاهرة
لكنه تأخر قليلًا
ليُطعم كلبين ضالّين
في الحديقة المشرفة على الساحل،
هبَّت ريح عاتية
طيَّرتْهُ فوق الخليج
فوق رؤوس المارة
وزبائن الكازينو البحري
والعشاق الذين آووا
إلى شجيرة ظليلة
تعصمهم من الشمس والأنظار،
هبَّت ريح عاتية
طيَّرته فوق الماء
لأنه لم يفكر لحظةً
في تَرْك تلك العِصِيّ
التي تحمل الأعلام!
***
عصرًا
في السوق
كان ثمة مهاويسُ يجوبون الأزقة
زاعقين بهتافاتٍ عبثية في مكبرات الصوت
حتى أتى المساء
وأضيئت أعمدة الإنارة
فابتسم البعض بعد تجهُّمٍ
ثم طالت قامات بعض المشاة
قصرت تنانير بعضهن
أما الأعلام الوطنية
فقد عبرت كغيمة دون صاحبها
وقد قيل إنه في تلك اللحظة
نبتت للبعض أجنحةٌ
طار بها
فوق خليج إزمير!
***
«ميميت» و «جوزيل»
تحت الشجيرة
إذ إنه خجل من أن يصطحب غجرية إلى الفندق
وكانا يتلاطفان
وسط العشب الفائح بيود بحر إيجة،
حين انحشر طائر إمريٍّ
في باب الفندق الدوَّار
دخل السائحان
اللذان شاهدا بالأمس قمرًا برتقاليًا
-يتدرج من شُحة الضوء إلى الدكنة حتى يختفي-
فطار الإمريُّ
فوق رأس عاملة الاستقبال
***
حين كانت «جوزيل»
تُقَبِّل «ميميت» في ظل الشجيرة
خطف كلبٌ ضال
حذاءها ذا الكعب العالي
وهرول عاويًا صوب البحر،
نظر العاشقان للأعلى
فرأيا سماء داكنة
بلا قمر برتقالي
وكان أبوها الغجري
-بلا أعلام-
طائرًا
فوق خليج إزمير!
                                   18/يونيو/2013




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads