الرئيسية » » حوارية الماء والظمأ | النوبي الجنابي

حوارية الماء والظمأ | النوبي الجنابي

Written By هشام الصباحي on الأحد، 31 مايو 2015 | مايو 31, 2015

حوارية الماء والظمأ
قصيدة من ركعتين ونافلة

ركعة السر

سكرى
كل مساجد العشق
نبوءةُ الكرم قالت
ثم انثنت
تهدئ من روع العواصف
_ هنيئاً لأهل الدير
كم سكروا بها _
وما شربوا منها
وما لانت لهم أحراشها
وما هدأت غزالات الترقب
كلما انتفض الليل في حدقاتها
تساقطت
أسراب الشوق المحلِّق
فوق أقبيةُ المواجد
هى وقدةُ البدء
زورديةُ الحلم
حين غاض لونها
بأحراش الظمأ
تعبئ من شهاب الليل
كأسها الأخير
بقية ما تساقط من حدق السماء
حتى ينجلي ليل البدايات
إذ هى تمور بدخان العشق
وبحور الرغبة
تبدت أقلاماً
تسطر في رحم الأرض
آلهةً ورغائب شتى
ما كان لها البدء
هى حبلى بالموت
تسافر إلى البعيد...البعيد
وأنا أحمل احتراقي الأول
إلى المدائن المهاجرةِ إلىِّ
في البدء كانت
حين ابتدعها الظمأ
خيالاً وحلما
امرأةً تتأوه في ليل رغائبها
جسدا ًدواراً
وحلماً مستباحا
يحملها إله الخمر
في عربته الذهبية
يستبيحها سكراً
وأنا أحمل احتراقي
عشقاً يابساً
كنجمةٍ ترقب
في ليل التذكر
فجر البدايات
كان هناك فضاء
وكتابة رُقِشت
على حفيف الظمأ
مَنْ يعيدُ قراءتها ؟
مَنْ !
فما يبدو لا يبدو
وما يخفى لا يخفى
كتابةٌٌ
وقراءاتٌ شتى ...
***
ركعةُ التجلي
رصدٌ من بيرق العشق
في لجةِ الروح
غاض بها سجدةً .. سجدة
هل تمنحني المسافةُ
ما بيني وبين الحلم تعويذةً
أفك طلاسم الرمز
إذ ينفخ الله في جسدي
أزليةَ الظمأ
صهدٌ من صحراوات الحلم
كم ثقيلةٍ هى رمال ُ العشق
أذروها على مسافات الروح
خيولاً... وقوافلَ شتى
- أنت... إذ تخطيت المدى بحلمك
أحملك في صحراء العشق نبيا
أَزُم لك ما تيسر من ظلي
ما تبقى لك من وعد السماء
لا التئام لنا ... لا انفصام
قبضةٌ من جسد الأرض
تتخلَّق في رحم المجاز
- يالى من صبٍ أجمحتُ خيالي
إنْ بحتُ بسرك
أو ذاعت بالهوى أسراري
- أنا الماء
إذ يتفجّر في صحراء الظمأ
فاركض بعشقك خلفي
لامست عيناك مسراي
أنا الآية...
نافلةٌ للحلم
وغيمةٌ للوطن
الوطن معقودٌ بارتسامك-
فوق خارطة العشق
قُرىً تهدأ على أعتابها
أعضائي الواهياتُ انتظارا
أتجلى
حين ألوذ بعينيكِ
أتبرأُ منى ...
أتجزأ... حلماً حلما
أتهيأُ للريح هشيماً
تذروني
من مغرب عينيكِ
لمشرقها
تشعلني
يضيئ الليلَ اشتعالي
- الوجدُ مناصفةٌ
والريحُ لي
تعصف بخيامك
إذ تغرسها بهندسة الرغبة
فما أمرّكِ وأحلاني
إذ أنمو بين ضلوعكَ
مذراةً للحلم
تبعثر صمت الأشياء
_ لا الوقت لي
ولا استباح الليلَ قمرٌ
فما أقوانى إذ أغواكِ العشقُ
وما أقواكِ إذ أغواني
الوجدُ مناصفةٌ
والنزال مرهونٌ برصدِ الغيب
لا الريح لكِ
ولا العشق لي
وهمٌ أنتِ
مصباحٌ للحلم
يتراقص في مشكاتي
نافلة
أتوضأ لها بدمى
كي أتجلى بعينيكِ
أو أتجلى بذاتي
***
نافلة
نافلةٌ الوقت
راعفةٌ في بهو الفضاء
لا شيء هناك
سوى فوضى التذكر
رتابةُ الأحلام النائمة
في دغل المسافات
وقتٌ
وفضاءٌ
وتذكر
بدايةٌ للغرق
في وهج العواصف
هى نافلةُ العشق
نبوءة الأرض ومحراثها
كاساتٌ للوله العتيق
نزيفٌ دائم
وحضور للغياب
لهاثٌ للظمأ
على مدد الروح يستفيق
حين هاج بي ليل التذكر
خبأت وجهكِ في دمى
يستوقدُ نار العشق
فلما أضاءت
توارت
خلف سادلات الرماد .
..........
النوبي الجنابي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads