أنا البحر
كما تحجب الظلمة السماء في المساء
تضربني ألوان الحزن الرمادية المالحة
بلطف على وجهي
وتترك الأمواج العظيمة أثرًا ضئيلاً
آلافٌ من الأصداف الصغيرة منثورة حولي
تحملها شلالات الأمواج بعيدًا
وأجد نفسي نائمًا وأحلم إنّا سويّة
في مكان بعيد
بل وكأننا نتمشى
على رمال الليل الباردة
سويّا يدًا بيد
أستطيع أن أسمع الأمواج المتكسّرة
عند الشاطئ
وأعلم إني سأحبك الى الأبد
بوق الضباب الذي تحمله السفن
يكتشف الليلة الفريدة
محذرًا السفينة من الأخطار
التي لاتستطيع رؤيتها
والآن يتحرك القباطنة إلى شواطئ بعيدة
في رحلة طويلة موحشة - إنها روتين القباطنة
كما نتشارك في كل إشراقات البحر هذه
كذلك تتشابك أيدينا عندما نتمشى سوية
على رصيف الشاطيء الممتد
وأشعر بشفتيك الرقيقتين
وهما يمسحان شفتي بحنو
ومثل كل شيء يتوقف في الزمان والفضاء
ولكن كالأمواج البيضاء المتكسرة
وهي تضرب
دعامات الشاطئ
لا أستطيع أن أرى وجهك مرة أخرى
ولا أشعر بشفتيك وهما يضغطان شفتّي
لأن ذلك لم يكن إلا حُلمًا
الآن أتوق إلى أن أكون هناك مرة أخرى
لأنام وأحلم بعوالم بعيدة
والآن أنا أعرف أن هذا صعب المنال
لأني وفي الأحلام فقط أكون
أنا البحر