الرئيسية » » أنا ربُّ هذه العائلة | جمال القصاص

أنا ربُّ هذه العائلة | جمال القصاص

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 15 أبريل 2015 | أبريل 15, 2015

أنا ربُّ هذه العائلة
------------
أنا ربُّ هذه العائلة، بيتنا واسع، بالكاد يسع فراشةً وسمكةً لا تطير ، شرفاته الملوَّنة تخبَّئ الليلَ تحت جلدها حتى يأتي النهارُ بالحليب وقصاقيص الضوء ومشابك العصافير.. أولادي طيبون مثلي، لا أسماءَ لهم، هناك فقط عناوينُ ماكرةٌ تحرسهم من عبث اللصوص وقطاع الطٌّرق.. بين الحين والآخر أضيف لهم أبناءً جددا وعاشقاتٍ، يطبخن الوقت في صدورهن، ويتشاجرن على ظل ملاك يخروُّش تحت الملاءة، يدّعي أن نبيذ الرّب لا ينفد، أن دفاتر السماء لا تُقرأ باللمس.
أمس وقَعَتْ " السحابة التي في المرآة " في" خصام الوردة "، نتفت شعرتين من ذقن البحيرة، وقالت هذا إرث العائلة.. غضب الرّب، نفث دخانا كثيفا في محبرته، رمى جمرتين في رماد المدفأة، وتمتم: كلّ شيء بأوانه،عربتكما الطائشة ستصير مزبلة للروائح، أفلام الكرتون ستكون حرّة في الدولاب، سأعيد ترتب النصوص، سأغيِّر فقرة العشب في سلسلة ظهر السلحفاة ..هل استرحتما.. افرنقعا إلى المطبخ، نظفا الرّوثَ الشائخ في قدور الحساء، امسحا البلاط برغوة العنكبوت، ثم اصنعا لي كأسا بنزق السريالية، ببحّة ماري استريب وهي تضع خدها فوق بطن بيكاسو وتقفز من اللوحة.
أنا ربُّ هذه العائلة، أنجبتها من جوعي الأشيب، لن أسمح بفوضى لا تذهب أبعد من ثرثرة الساقين فوق سطح الأشعة.. ماذا أقول لأخواتكم الرُّضع، للقراصنة الكبار تحت أقنعة النّص.. ماذا أقول لشاعرةٍ حتى الآن لا تعرف كيف تُصْلِح مكياجَهَا في هزّة السّطر ؟!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads