الرئيسية » » * من نصٍ بعنوان ( وطن الزومبي ) | النور أحمد علي

* من نصٍ بعنوان ( وطن الزومبي ) | النور أحمد علي

Written By هشام الصباحي on الأحد، 12 أبريل 2015 | أبريل 12, 2015

ترميم الاتجاهات 
النور أحمد علي 
شاعر وتشكيلي سوداني


***** ِ

«….. لَدَّيَ خِبْرَةٌ فِي ترْمِيمِ الاتِّجَاهَاتِ، واخْتِرَاعِها. وَمِن هَذِه الزَّاوِيَة قَدْ اكُونُ فِي سَعْيٍ لِفَكِّ كُرْبَةِ الرَجُلِ الثُّمَامِيِّ صَاحِبِ الرَأسِ المُثْقَلِ بِمَا لَا أعْرِفُ. واعْرِفُ جَبْرَ عَطَبِ الشَّجَرِ إذَا عَطُبْ/ المَغْبُونُ اُعْطِيهِ لِسَاناً وَشَفَتَينْ. واتْرُكُهُ يَتَدَبَرَ ماذا يَفْعَلٌ بِكُلِّ نِعَمِي هَذِه عَلَيْهِ. 
وَرُبَّمَا اسْتَطِيعُ ارتِجَالَ مَدِيحٍ عالٍ لِصَاحِبِيَّ ع. م. ع؛ ب. م. ف، بِمَا لا يَحْتَاجَانِه مِنْ المَدِيحْ/وهَذَا فضلٌ. وَجَرَي الكَلَامْ. اعْرفُ كُلَّ ذَلِكْ وَرُبَّمَا اعْلي قَلِيلَاً. وَلَكِنْ، وَطَنٌ بِهَذَا الاِتِّسَاعِ وَالاتِّسَاخِ، لَا اعْرِفُ كَيْفَ اتَدَبَرُ امْرَه. ..لَحْظَةً رَجَاءً، قَبْلَ رَحِيلِكَ المُزْمَعِ، فَقَدْ لَا نَلْتَقِي ثَانِيةً، خَاصَةً وَانَّ The God Particle قَدْ دَخَلَ الِخدْمَةَ قَبْلَ قَلِيلْ. الامْرُ الَّذِي يُدْخِلُكُم حَارَة الإحَالَة الي الصَالِح العَام. بَقِيَ امْرٌ. هَلْ كُلُّ مَا جَرَي هُنَا عَلَي هَذَا المُسْنَدِ كَانَ بِقَصْدِ اخْتِبَارِي؟ وهَلْ يَعْنِي هَذَا انَكَ تُعَجِلُ بِقِيَامَتِي، الامرُ لا يَخْلُو مِنْ حِيرة. 
***
.. الوَطَنُ الَّذِي سَقَطَ مِنْ الرَجُلِ، الَّذِي يَسِيرُ فِي شَارِعٍ مَنْزُوعِ الِاتِّجَاهَاتِ/ والَّذِي لَمْ يَلْحَظَنِي وأنَا اقِفُ عَلَي كَتِفِ الطَرٍيقِ./ الطَرِيقُ الَّذِي يَسِيرُ هُوَ ايْضاً، والَّذِي لا مُنْتَصَفَ لَه، عَلَي العَكْسِ مِنْ مَا يَزْعَمُ صَدِيقُنَا مازن مصطفي. 
ذَلِكَ الوَطَنُ؛ وَبَعْدَ حَفْرِيَاتٍ وفَحْصٍ، اتَضَحَ أنَّ وَصِيّةً مُلْحَقَةً به. كَانَتْ وَصِيّةً اوْصَاهَا احَدُ احْفَادِ الرَجُلِ الَّذِي لَمْ يَلْحَظَنِي..... والَّذِي كَانَ اصْلاً عَقِيمَاً، حَسْبَ الوَثَائِقَ الطِّبَيَّةَ المُرْفَقَة بِالوَصِيِّةِ والمُوَثَّقَة مِنْ جِهَاتٍ مُمَوَهَةٍ فِي الُّلغَةِ العَجَائِبِيّةِ المَكْتُوَبَةِ فِيها. وَمِنْ بَيْنَ الوَثَائِقِ الكَثِيرَةِ الُمُلْحَقَةِ بالوَطَنِ السَاقِطِ، وَثِيقَةٌ تَنُصُّ:«انَّهُ مَاتَ قَرِيباً مِنْ شَوَاطِئ العُهُودِ المَطِيرَة، وَقَبْلَ اكْتِمًالِ قِصَّةِ الخَلْقِ... والحَفِيدُ الافْتِرَاضِيُّ، الَّذِي ارْتَكَبَ الوَطَنَ عَلي هَيْئَةِ طَائِر، مَسَافَةُ مَا بَيْنَ قَوَادِمِ جَنَاحَيهِ، تَمْتَدُّ سِرَاطَاً مُسْتَقِيماً عَرْضُه مِئةُ الفْ الفْ الفْ عَام مِمَّا تَعُدُون. وَتَرَكَ مَعَ جَدِّهِ الِاْفِتَرَاضِي، وَثِيقَةً اُخْرَي يَصِفُ فِيهَا الفَضَاءَ المُقْتَرَحَ والَّذِي يَلِيقُ بِهَكَذَا طَائِرٍ وَطَنْ. ومُرْفَقَةً بِنِوتَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ بِلَحْنِ النَّشِيدِ الوَطَنيِّ لِلوَطَنِ الطَائِرِ/ مُدَوْزَنَةٌ بِدِقّةٍ عَلي المِسَاحَةِ الصَوْتَّيةِ لِذَلِكَ الطَائِرِ.
امَّا الأغْرَبُ مِنْ كُلَّ ذَلِكَ، تِلْكَ الوَثِيقَةُ العَجَائِبِيّةِ والَّتِي تَقُولُ: «..ثُمَّ اطْبَقَ ذَلِكَ الهَوي بأرضً مِنْ بَلُّورٍ، وجَعَلَ طُولَها ثَلَاَثمَائة الفْ الفْ الفْ سَنَة، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا رِجالاً وَنِسَاءً مِنْ البَلُّور ،فَيَلْقَي الرُّجُلُ مِنْهُم المَرْأةَ فَيَقْبُضْهَا فَتَحْمَلُ فَتَضَعُ وَهُمْ ثَابِتُونْ. والرَّجُلُ والمَرْأة مِثْلُ ذَلِكْ، فإذا وَضَعَتْ غُلاماً اوْ جَارِيةً تَنْبُتُ فِي الَارْضِ ، فإذا ارادَ انْقِضَاءهِا عَنه تَرَاجَعَ الي حَالِهِ فِي الصِّغَرِ، فَيَطُولُ الي خَمْسمِئةِ سَنَة، والعَرْضُ مِثْلُهُ، ويَلْحَسُ بَعْضَهُمْ بَعْضاً فَيَشْبَعُونَ. فإذَا قَضَي اللهُ عَلَي احَدِهِمْ بِالمَوتِ غَاصَ فِي الارْضِ فَلَا يَعْرِفُونَ لَه اثَر/ وَيَنْبُتُ مَوْضِعَهُ وَلَدُه»
****
ايُّها الرَبُّ الَمعَاشِيِّ، الآنَ اسْتحْقَقَتَ ربَّ مَعَاشٍ عَنْ كَفَاءة. وَلَكِنْ دَعْنِي يَا ربَّ المَعَاشِ اقُولُ: هَذَا الوَطَنُ اوْ قُلْ هَذِهِ الوَصَايَا العَجَائِبِيِّة، والّتِي سَقَطَتْ مِنْ الرَجُلِ الّذِي لَمْ يَلْحَظَنِي وأنَا أقِفٌ عَلَي كَتِفِ الطّرِيقْ، كُلُّ ذَلِكَ أوسَعُ مِنْ طَاقَةِ رأسِي الِاسْتِيعَابِيّة. بَلْ وَاوْسَعُ مِنْ حِيلَةِ صَدِيقَيَّ ب. ف. وع،م.ع . بل أوسَعُ مِنْ رؤوسِ كُلِّ مَجَانِينِ العَالَم. ايُّها... أنَا ضْيَقْ... والتَكْلِيفُ وَاسِعٌ، والخَلَلُ فادحٌ. أنتَ لَمْ تَطْلُبْ مِنِّي التَدْلِيلْ، وانَا.لَمْ اُدَلّلل؟ وَلَكِنْ؛ خُذْ مَثَلاً، صَدِيقِي ب، الفَاضِلُ قَبْلُ الأخِيرِ مِنْ حَفَدَةِ الجِنِّ، نَسْلٌ دَمِهِ الَّذِين حَمَلُوا عَرْشَ بَلْقَيسَ مِنْ مَأرِبِ الي سُهُولِ فِلِسْطِينَ قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ طَرْفُ سُلَيمَان ب. ف. حَارسُ غَابَاتِ الكَلَامْ، وَرَاعِي صَهِيلِ اعْشَِابه، والِّذِي يَقُودُ سَعِيَتَهُ مِنْ الابْجَدِيَةِ بِكَفَاءةِ ذِئبٍ جَائِعٍ، فِي مُوَاجَهَةِ طريدة. ب.ف. طَرَّادُ طَرَائِد الأخْيِلة، بِمَهَارَةِ نهر نَزِقٍ، صَيَادٌ يُحِيلُ الغَمَامَ حَمَامْ/ والحَمَامَ كَلَامْ/. رَشِيقُ المَشْيَ عَلَي الماء. يُعَلِمُ الِجبَالَ الرَكْضَ المَارِيثُونِي، وَيُشَكِلُ مِنْ أخْلاطِ الحَجَرِ والماءِ سِراطاً الي مَهَاجِعِ الملِيكَاتِ، فِي غَيْبةِ الآلِهَةِ الاجْبَارِيّة. ويُسَافِدُ مَا يَشَاءُ مِنْهُنّ بِقَصْدِ تَحْسِينِ نَسْلِ الإله ونَسْلِ الكَلَامْ/، وقَبَائِلِ الأخْيِلَة/. هُو يَرْتَكِبٌ كُلَّ ذَلِك ويَشْكُو ضِيقَ العِبَارَةِ، وَضِيقَ أبْوَابِ الغِنَاء/. وَيَتَدَاعَي بِغَرَضِ التّمْوِيه/ فَيَزْعَمُ انَّ نَوْرَسَاً اخْتَرَعَ دَرْباً نَسَبَهُ اِلَيّهِ وَمَشَي فِيهِ. بَلْ هُوَ مُتَّهَمٌ بإغْوَاءِ صِغَارِ النَوَارِسِ بِالتَشَيُّعِ والِانْضِمَامِ الي الشِّيعَةِ الإمَامِيَّة الاِثْنَيْ عَشْرِيَّةِ.
. يَمْشي عَلي المَاءِ، لايَخْذِلُهُ المْاء/ فَيَسْتَحِيلُ حِبْرَاً، وَتَتَحَوَّلُ البَسِيطَةُ مُسْنَدَاً يُدَوِّنُ عَلَيْهِ غِوَايَاتَهُ الالفْ/ وَيُشَكِلُ مِنْ هَذِه الغِوَايَاتِ المْجنُونَةِ عَلَماً بِسِعَةِ الخَيَالْ/ ويُطْلِقُه فَيَحْتَلُّ السَمَاءَ وَيُعْلِنُهَا مُسْتَعْمَرَةً لِخَفْقِهِ. امَّا صَدِيقُنَا الآخَرُ ع. م. ع. المَنْسُوبُ قَصْدَاً الي إرَمَ؛ المَدِينَةُ الَّتِي لَمْ يَلْتَقِهَا احدٌ وَلَا حَتَّي بُناتُها، إلّا شَخْصٌ وَاحِدٌ يُسَمِّيهِ ابْنُ خَلدون (عبداللهِ بنِ قَلَاية)، فِي المُقَدِّمَة/. وَعَلَيّهِ فَهْيَ مَدِينَةٌ عَجَائِبِيّة، وَإن شِئْتَ سَمِهَا قَصِيدَةً مَدْحٍ فِي مَفَاِتِنِ الخَيَالِ وَتَعْلِيِةً لِمَقَامِهِ لَا ازْيَدَ. لَا تَلْقِ بَالاً لِشَطْحِ الِمْخيَاِل الدِّينِيِّ فَهْو مُغْرَمٌ بِالإغْرَابِ؛ يُحَاجِجُ بِه الوَاقِعَ، وَيُغْلِظُ فِي اعْتِقَادِه. هَذا المِخْيَالُ الوَارِثُ لِكُلِّ جِينَاتِ الظَّلَامِ فِي الكَوْنِ، والمُجِدُ فِي تَصْنِيعٍ اللَّيْلِ، حَتَّي انَّهُ يَطْمَحُ ان يَخْتَرِعَ لَيْلاً مُتَّصِلاً.
امّا صَدِيقُنَا ع. م. ع. فَقَدْ ارْتَكَبَ الخَيَالَ المُضَادْ كَلَاِزِمَةِ صَدِيقِنَا عبد الله علي ابراهيم، ع. يَرْتَكِبُ الخَيَالَ المُضَادَّ عَنْ سَبْقِ اِصْرَارٍ وَتَرَصُدْ، حَتَّي انَّ اَلَالِفَ الَّذِي يَتَوَسَطُ اسْمَهُ جَعَلَ زَعْمِيَ حَقّاً. هَذَا الاَلِفُ؛ وَالَّذِي هُوَ ايْضَاً عَلَي حَقْ/ وَصَلَ الاَرْضَ المُنْغَرِسُ فِيَها ع. م. ع. بِالْاُفِقِ الَّذِي يَحْتَلَّهُ عَلَمُ ب. م. ف.، حَيْثُ الخَيَالُ هُوَ العُمْدَة. بَقِيَ سُؤآلٌ بِرأسِي المُثْقَلِ هُوَ الآخر. مَاذَا يَفْعَلُ رَجُلٌ مِثْلِي بِامَانَةٍ كَالَّتِي تَعْرِفُ، فِي طَرِيقٍ يَحْتَلَّه الزُومْبِي؟ وَهَلْ الزُوْمْبِي هُمْ شَعْبُ الوَطَنِ الَّذِي سَقَطَ مِنْ الرَجُلِ الثُّمَامِيِّ؟ امْ هَلْ الرَجُلُ المُتُجَزِّئُ هُوَ الَّذِي تَنَاسَخَ مَيِّتاً حَيَّاً لِلْتَمْوِيهِ عَلَي مَا يَجْهَلُ مِنْ سُهُوبِ بَدَنِهِ؟ 
* من نصٍ بعنوان ( وطن الزومبي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads