الرئيسية » » الببغاء المنبوذ في الشرفة | فاهم إيدام

الببغاء المنبوذ في الشرفة | فاهم إيدام

Written By Lyly on السبت، 4 أبريل 2015 | أبريل 04, 2015

الببغاء المنبوذ في الشرفة

 

فاهم إيدام

 

لعلّكم سمعتم عن الشرفة التي

يقضي فيها الببغاء المنبوذ نهاره في شتم العابرين!

والشرفة التي تنسدل خلفها

وبنفس التوقيت، الاغطية والارواح،

وتلك التي تشبه قلباً مشقوقاً.. او فماً مطبقاً،

والتي يختمران وراءها على صفيح الوقت الساخن

نهدان قاتلان.

ولكن، هل سمعتم عن الشرفة التي تفتح أهدابها كلّ صباح

فلا تجد نفسها في نفس المكان..؟؟

 

*

 

ليس لسربال العيش

غير أن ينفض عنه غبارٌ يدور ثمّ يعود الى مكانه،

مكرراً سلخ نسيجه الذي يغيّر فيه قليلا في كل مرّة.

كم من المرات مرّ الجنود من هنا..؟

وكم مرّة عادوا أشباحاً لايعلم عن اجسادهم أحد؟

أو استحالوا الى حكايات مخبّأةٍ في سترة جيلٍ يحتضر.

يدمّرون باحذيتهم الحديقة في الذهاب

لأنّ نظرهم مسمّر على شرفتي

ولا يلاحظون حتى اختفاءها حين يعودون.

 

*

 

يمرّ من هنا كلّ من على قيد الحياة

وكلّ مَن على قيد الصدفة كذلك.

المؤرّخون ايضاً يمرّون باستمرار

ولهذا يسوء حال الغابة التي يفصلها المؤرخون عن شرفتي

فيهم مَن مازال الى هذا اليوم يرتدي العمامة

وفيهم من تعلّم فنّ البحث في التاريخ من السيرك..!

أحياناً يكون معهم خدمهم القساة الوجوه

والذين لايراعون في سيرهم نبتةً

ولا إسماً.

 

*

 

مالي وما خلف الزجاج؟

عيني تحب الحديقة ولاتترك أسراب الجنود

حتّى يبدون كعيدان الثقاب المحروقة

ويذوبون خلف السراب .

وثقتي تنفث شتائمها مع الدخان على المؤرّخين.

أنقل شرفتي الى الصحاري والجبال

فتنقلني هي بدورها الى الغابات والوديان..

مسافرٌ مع شرفته على الهواء الذي يصلّي له الجميع،

وببغاء منبوذ يقضي الوقت في زاوية الشرفة

يشتم العابرين.

 



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads