الرئيسية » » نصوص في الخيبة والندم * جوان سوز

نصوص في الخيبة والندم * جوان سوز

Written By هشام الصباحي on الأحد، 15 مارس 2015 | مارس 15, 2015

نصوص في الخيبة والندم
* جوان سوز 

(إلى طالبة جامعية , أتمنى لكِ التوفيق في كل شيء إلا في حياتكِ) .

(1)

وحدهم سوف يبكون ندماً 
الذين انتظروا رسائلك الفارغة 
والحمد لله لستُ منهم 
لأنّني أكرهكِ لدرجةٍ كبيرة
حتى أنّني أتمنى الموت ,
في بعض الأحيان .

(2)

نعم , الموت الذي أتمناه
واستحقه
مثل حبُّكِ
تماماً .

(3)

حبُكِ الّذي من طرفٍ واحد , حبُّكِ الذي دون مقابل , حبُّكِ الذي يؤلم مجاناً , حبُّكِ الذي يكثرُ من التدخين والقهوة , حبُّكِ الذي يحثُّ على المهدئات ويضرُّ بالصحة , حبُّكِ الذي يُحارب النوم , حبُّكِ الذي يترك الندم , حبُّكِ الذي يصارع الانتظار , حبُّكِ الذي يؤدي إلى الانتحار شنقاً , حبُّكِ الذي يرغب بالطيران , حبُّكِ الذي يحبُّ العصافير ويبكي , حبُّكِ الذي يكره الدم , حبُّكِ الذي يُقاوم الضجيج ويسمع الموسيقى , حبُّكِ الذي يكاد أن يختنق في الهواء , حبُّكِ الأعمى الذي لا يراه أحد , حبُّكِ الذي تهربين منه , حبُّكِ الوحيد مثلي , حبُّكِ الغامض كخيال مسافرٍ تائه , حبُّكِ الكبير الذي لا يقف في أي محطة , حبُّكِ الذي ينتظر دون جدوى , حبُّكِ الذي لا يعرف النسيان , حبُّكِ الذي لا يغرق ولا يضيع , حبُّكِ الذي يتمنى أن تمطر السماء دائماً , حبُّكِ الذي يبلل نفسه بنفسه , حبُّكِ الذي سيدوم طويلاً وهو يصفق بيد واحدة حتى ينسى أيام الأسبوع , حبُّكِ الذي يقلق حتى يقتل القلق , حبُّكِ الذي يرقص فرحاً , حبُّكِ هو أنا , وأنا أتعس رجل في العالم , أفشل شاعر في الحبّ , أنا رجل أحمق يحبُّ من طرفٍ واحد , وذاك العاشق الذي يسخر من نفسه وهو يهدي قصائده إليكِ .

(4)

أتعرفين !!؟؟

(5)

قلبي جدارٍ طويل علّقتُ عليهِ 
صورتكِ .


(6)

نعم , صورتكِ التي انظر إليها كلما أضعت نفسي كي ترشدني إلى شيءٍ ما , صورتكِ التي أعيش فيها ـ وحيداً دونكِ ومعكِ ـ صورتكِ التي تصفني بالفشل , صورتكِ التي تصرخ في وجهي , كلّما سألت نفسي متى ستخرجين من حياتي , صورتكِ التي نظرتُ إليها في آخر مرة حتى صارت جزءاً منّي .

(7)

أنا طفلكِ البائس الذي تعلمَ القراءة من رسائلك الفارغة , أنام غاضباً , أحلم غاضباً , استيقظ غاضباً , اغسل وجهي غاضباً , أفرش أسناني غاضباً ,  أخرج من البيت غاضباً , أتحدث مع أصدقائي غاضباً , أمشي في الشارع غاضباً , أجلس في المقهى غاضباً , أعود من المقهى غاضباً , أتشاجر مع أمي غاضباً , أتناول العشاء غاضباً ,  أغلق هاتفي غاضباً .

(8)

لأنني أعلم
أنّكِ تفضلين أصدقائكِ
عليَّ .

(9)

أنا مريض ومتعب ومرهق وحزين وكئيب ومستاء ومتشائم
وأكاد أن أنفجر ـ لأنّهم يشتمون والدتكِ أمامي ـ
وأروع ما فيها أنّها أنجبتكِ لي .

(10)

أنا الذي أحرقت كلّ قصائدي التي لم تكن لأجلكِ ـ أنتِ كذبة كبرى وحبُّكِ قضاء وقدر ـ
أنتِ .. حبُّكِ في قلبي ثم في السماء .

(11)

وليتكِ تُدركين أنّ كل ما لدي يعشقُكِ
وأنّني اكتب عنكِ ولكِ , كي أراكِ بين أصابعي
إذا ما تزوّجتِ من سواي يوماً .
(12)

أنتِ أجمل ما في سيرتي الذاتية والتي لم يكن وجهها غريباً عنّي , التي قلت عن يدها الباردة , أنّها دافئة جداً حين هربتْ منّي في فقدان الحياة اليومية , أنا الذي قررتُ أن أجمع رسائلك الفارغة في مجموعة شعريّة ..
لستِ من قرّائها .

* شاعر وصحافي كُردي سوري .












التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads