ليست الروائح وحدها هي ما يهبط عليه من المنور
فهو دائما
في مثل هذه الساعة من كل ليلة
يكون في انتظار صرخة تندلع من هناك
ليست صرخة بالضبط
بل عواء متقطع
يعقبه ارتطام اللحم
كأن شخصا يصفع نفسه
ويبكي
ثم يهوي بيديه على الحائط
يتداخل مع هذا العواء الآن
صوت ملعقة خشبية على طرف وعاء خزفي
كأنه جرس مكتوم
يمسك روحا تذوب في وشيش بخار
يتصاعد من حلة ضغط
البناية كأنها عربة شحن
في ذيل قطار
يئن على رصيف بارد
في قرية بعيدة
تخيل أن هذا هو ما يؤنس وحدته
وتخيل أنه بعد يهبط الصمت عليه من المنور
سيخبط جبهته
ويضحك
يا إلهي
ليست الروائح وحدها هي ما يهبط عليه من المنور