الآن | |
في الساعة الثالثة من القرن العشرين | |
حيث لا شيء | |
يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ الماره | |
سوى الاسفلت | |
سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو | |
ولن أنهض | |
حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين | |
في العالم | |
وتوضع أمامي | |
لألوكها كالجمل على قارعة الطريق.. | |
حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين | |
من قبضات أصحابها | |
وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى) | |
في غاباتها | |
أضحك في الظلام | |
أبكي في الظلام | |
أكتبُ في الظلام | |
حتى لم أعدْ أميّز قلمي من أصابعي | |
كلما قُرعَ بابٌ أو تحرَّكتْ ستاره | |
سترتُ أوراقي بيدي | |
كبغيٍّ ساعةَ المداهمه | |
من أورثني هذا الهلع | |
هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ | |
ما ان أرى ورقةً رسميةً على عتبه | |
أو قبعةً من فرجة باب | |
حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها | |
ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه | |
كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات | |
تطارده من شريان إلى شريان | |
آه يا حبيبتي | |
عبثاً أستردُّ شجاعتي وبأسي | |
المأساة ليست هنا | |
في السوط أو المكتب أو صفارات الإنذار | |
إنها هناك | |
في المهد.. في الرَّحم | |
فأنا قطعاً | |
ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سرّه | |
بل بحبل مشنقة |
الرئيسية »
محمد الماغوط
» الوشم | محمد الماغوط
الوشم | محمد الماغوط
Written By Lyly on الثلاثاء، 10 فبراير 2015 | فبراير 10, 2015
0 التعليقات