الرئيسية » » كل الجهات متصدعة | نوح سليمان

كل الجهات متصدعة | نوح سليمان

Written By Lyly on السبت، 7 فبراير 2015 | فبراير 07, 2015

عبْرَ المرآة التي سقطتْ عن الطاولة

أرمقُ وجهي المتصدّعَ
ونظراتي الصادقةَ، الغضّةَ.
كلُّ الجهات - جهاتِ وجهي، أبيعُها
لكن
هي الأخرى
متصدّعةً، ربما، تعودُ إليّ.
ربما الأشياءُ كلُّها، في الأصل، تكوّنتْ
إثر التصدُّع.

هو أنا - ذاك المسترخي ورائي..
ظهرُهُ مستندٌ إلى جدار متصدّع
فيما، ورائي، يلملمُ وجهي
في زجاج النافذة
صِدْعةً تلو الأخرى.

هو لا يتراءى لي، لكن
أعلمُ أنه ورائي - ذاك المتصدّعُ.
من الممكن أنّ والديّ
وحينما استوى بينهما الحبُّ
كان ثمة شيء متصدعٌ داخلهما..
ربما الشيء ذاك هو أنا
لذا، أراني، وبكأسي المتصدّعةِ
أسقي الكثير من
الأشياء المتصدّعةِ داخلي
لذا، أنا الآخر متصدّعٌ
دواخلَ الكثير من الأشياء والأشخاص.
هي - الأجوبةُ النَّيْئةُ، رَحِمُ الأسئلة الجوفاء.

خَلَلَ بلّور النافذة المتصدّعِ
ينظرُ إلى جارتي المتصدّعة - جارتي التي
تحاول إبدال البلّور المتصدّع
لصورتِها - آنَ كانت عروساً.
إنه ينظر إلى الصورة.
فضلاً عن بلّور الصورة
ثمة الكثير، ربما، من الصور المتصدّعةِ
داخلها.

ذاك الناظرُ إلى جارتي
هو نفسه المسترخي ورائي.
هو الآخَرُ أنا -
أنا الذي هو مجرّدُ صَدْع صغير
ينمو.. وينمو
داخلَ صَدْعٍ هائل.


* شاعر كردي سوري، مقيم في ألمانيا وعنوان القصيدة الأصلي "نظرة متصدعة"

** الترجمة عن الكردية: أمير الحسين



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads