الرئيسية » » حلم: قنبلة موقوتة علي وشك الانفجار خلفنا | مينا ناجي

حلم: قنبلة موقوتة علي وشك الانفجار خلفنا | مينا ناجي

Written By Lyly on الأحد، 11 يناير 2015 | يناير 11, 2015

مينا ناجي: قصيدتان للبلوغ

الحياة بشعار شانيل

لو كنت مديري كنتُ خلعتُ ‘كندرتي‘ واشتريتُ لكَ ورداً يبتسمُ ابتسامةً صناعيّةً وأهمس من وراء ظهرك أنكَ كتلةٌ من الخراء. لكنكَ مُفلسٌ كيومِ أحد في كنيسة بشمال أوروبا: رسومات عذبة من الماضي لا تعني الآن سوى هزل. الحياة علبة مغلقة فارغة كانت تنتمي لشخص أحمق فتحها وجعلني هنا – الذنب كاثوليكي المنشأ؛ القديس بطرس صخرة الكنيسة ومارشاربل بحق جاه النبي – دس وجهك بين الورق بلا صياعة! هل قلتُ لكَ كم شعرة بيضاء في رأسي عددتها هذا الصباح كتعويذة ضد ما ينتزعني للخلف، وضدك أنت؟ جسدي بلا وطن، بلا قلب، لكنه يقولون سليم وكبد وكليتين يعملان بكفاءة ويرتدي السكاربينات ويقود السيارة ويجلس في الاجتماعات طيلة اليوم. في الليل يتحوَّل إلي فراشة فأحرقه بولاعتي وأنام. بالنهار يشرب سوائل أجعله يصدق أنها خمر. جسدي عالق وسط صحراء صناعيّة حيث الأساطير لم تعد شيطاناً يلهم الشعر ولا حيواناً بأجنحةٍ يفترس البشر، بل كلمات مثل ‘مقاومة‘. ‘حب‘. ‘حياة بسيطة‘. ‘ثورات عربيّة‘. الحياةُ مثل علبة مغلقة فيها جسدي ومرسوم عليها شعار ‘شانيل‘. أخزنها تحت الفِراش، وأنام.

أغنية حب من ثلاثة مقاطع

رأيتُ حبى فى قنانى فخارية
معروضة بالسوق:
دمعة شرقية مهولة الحجم!
ورأيت أبي وأمي أغراباً يمرون وسط الزحام وظهرهما لي.
ورأيتكَ تشير إليّ من بين الخلق:
سكون يا حبيبي سكون… لا تنطق!
الحقيقة ثيابى هذه لا تهمني
ولا عصر آخر لا علم به للسلطان
ولا يطيرون فيه بالسجاد
إلى أسواق أخرى
حيث إكسير الحب اسم آخر
لخلاصة النفس الحائرة!
هب كلامك مثل ريح الغرب وقت أن يمسح الإنسان عرقه.
فهمستُ في سري، خوفاً من يقظة العسس:
أنت “رفض الوقت”
ومهما تفعل، لن تكون محدداً أكثر من ذلك!
***
فرق التوقيت يصنع كل شئ
وتضع الذاكرة آخر خدعها البصرية
بتطويل ما لا يطول وتقصير ما لا يقصر
الظلمة فى رأسى
تكفى غابة
 حضرتْ إلىّ كائنات غريبة لا تبيح النوم.
حلم: قنبلة موقوتة علي وشك الانفجار خلفنا
والدنيا ظلام
الحزن أسبق من ساقي اللتين لا تحتملان الحِمل الثقيل
وسكونك الوحشي يلتهم أحشائي
وأنا أميل للأمام كأني سأسجد للنار
التي يجدها المحتضر قبل أن يموت.
احملك واكتشفتُ في وسط الصحراء
أنك لست معي ولا تزال القنبلة علي وشك الانفجار.
رغم ذلك هشاشة جسدك تثقل ذراعيّ كالأبد.
***
درجاتك جسمك بين النور والعتمة
اكتشاف إضافي رومانسي النزعة
جسدي وجسدك بينهما عنف أسري
ستغمضين عينيكِ وانا آكلك
احترام المذبحة واجب.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads