الرئيسية » , » (3) قصائد للشاعرالأمريكيّ/ الكنديّ: مارك ستراند / ترجمة: محمد عيد إبراهيم

(3) قصائد للشاعرالأمريكيّ/ الكنديّ: مارك ستراند / ترجمة: محمد عيد إبراهيم

Written By كتاب الشعر on الاثنين، 1 ديسمبر 2014 | ديسمبر 01, 2014

فلنوقد قنديلاً أمام روح الشاعر الأمريكيّ/ الكنديّ: مارك ستراند
(وهي تأخذ طريقها إلى السماء)
(3) قصائد للشاعر/ ترجمة: محمد عيد إبراهيم
ـــــــ إنسان وناقة
بليلةِ عيدِ ميلادي الأربعين
جلستُ أُدخّنُ في الشرفةِ
فتصادفَ أن بدا بالأزرقِ إنسانٌ
وناقة. لم ينبسا في البدءِ
صوتاً، لكن وهما
يسيران في الشارعِ
ثم يخرجان من البلدةِ، بدأا الغناءَ.
ظلّ ما كانا يتغنّيان به ملتبساً عليّ ـ
كانت الكلماتُ غامضةً والألحانُ عصيّةً
على التذكارِ. في الفلواتِ
راحا، وهما يروحان كانَ صوتُهما
يرقى كصوتٍ مُصفّى
فوقَ ما تذروهُ الرمالُ. عجيبةُ غنائِهما،
أنه مزيجٌ مراوغٌ من إنسانٍ وناقةٍ، بدا
صورةً مثاليةً لزوجينٍ غيرِ مؤتلفين.
أكانت هي الليلةَ التي انتظرتُها
من زمانٍ؟ وددتُ أن أصدّقَ،
لكن وهما يتلاشيان، كَفّ
عن الغناءِ الإنسانُ والناقةُ، ثم طَفِقا
عائدين إلى البلدةِ. وقفا عند شُرفتي،
يحدجانني بأعينٍ من خرزٍ، ثم قالا:
"لقد خرّبتَ هذا. خرّبتهُ للأبد!"
ــــــــ مطلع النور
حتى هذا تأخّرَ:
مطلعُ الحبّ، مطلعُ النورِ.
تستيقظين وتشتعلُ الشموعُ كأن من تلقاءِ ذاتِها،
تحتشدُ النجومُ، وتنصبُّ الأحلامُ في وسادتكِ،
تنفثُ باقاتٍ دافئةً من الهواءِ.
حتى هذا تأخّرَ: قد لمعَت عظامُ الجسمِ،
وهاجَ ترابُ الغدِ في النسيمِ.
ــــــــــ آكلُ الشِعر
يسيل الحِبرُ من زاويتَي فمي.
فلا سعيدٌ مثلي.
لأنني آكلُ الشِعرَ.
لا تصدّق أمينةُ المكتبةِ ما تراهُ.
فعيناها حزينتان
كما تمشي ويداها في فستانِها.
قد راحَت القصائدُ.
والنورُ معتمٌ.
أما الكلابُ فتصعدُ سلالمَ البدرومِ.
محاجرُ أعينِها تتقلّبُ،
وتحترقُ أرجلُها الشقراءُ كالفرشاةِ.
تشرُع أمينةُ المكتبةِ البائسةُ في دكِّ قدميها وهي تبكي.
فهي لا تفهمُ.
حينَ أنزلُ إلى ركبتَيّ وألحَسُ يدَها،
تصرُخ.
أنا إنسانٌ جديدٌ.
أزمجرُ فيها وأنبحُ.
ألهو مرحاً في عتمةِ الكتبِ.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads