وأنتَ على كَتِفَيَّ
تُحاربُ طَاحونة فى الهواءِ
وتضحكُ للغيرِ مرئي
تلحظُ ما لا أرَى
وتُحلقُ أبعدَ مني
أحاولُ أن أرتقي
كلما غَرَسَتْ قَدمَاى
بأوحالِ هذا الطريقِ
وأن أتقدمَ كى نلحقَ الركب
ـ رَكبَ الحَزَانَى ـ
أفكرُ فيك وفى روحِك الأقحُوانَةِ
كيف ستنمو غدًا ..
كأني رأيتُك يا ولدي
تتأملُ هذا النشورَ الأخيرَ
وتَسرجُ خَيلك
تلقي السلامَ على دَارِ آبائك الأولين
وترحلُ وحدَك
لا يتبعُ الجندُ آثارَ خطوك
لا ترفعُ النسوةُ السرجَ
كى تعتليه ..
كأني رأيتُك فى مَغربِ الشَمسِ
تمكث بين الدوابِ
وتُسمي النباتاتِ
تصنعُ للطَيرِ أنغامَها
وتخطُّ على الكهف
بعض علامات من سبقوك
وأوصاف من رحلوا
وكأني أراك تحددُ للنهرِ مَجرى
وترسمُ
خارطةَ وحدودًا جديدين
كى تسعَ الأرضُ
واطِئَها وبَنِيهَا ..