وجوه وشوارع وحرية
...........
يشربون شايًا أحمرَ ثقيلاً
ويتركون عيونهم المتعبةَ فى الخوذات
يتقاسمون سيجارة مخبأة
وينفثون تعبهم بالتناوب
إنهم ضحايا المعركة الحقيقيون
فى أحاديثهم دماء
فإذا غفلوا
تكون بنادقهم مصوبةً باتجاه الرؤى.
...
أقف وحيدًا على الناصية المضيئة
بربيعين فى داخلى
ولدت كما أنا، ولن أغير قناعتى أبدا
بأن أيامى ليست سوى قبلات
أختطفها بينما أتجول فى متحف الحياة
وكل ما يشغلنى أن أكتب القصائد
كأننى أسجل انطباعاتى فى دفتر الزائرين
قبل أن أموت.
...
لن أضيع وقتا حتى نلتقى
سأصنع وطنا من رهافة الأحلام
وأفرضه على الكائنات والشوارع
الجنود والصحف واللافتات
حتى لو فقدت فى كل معركة أحد أضلاعى
وتاريخى بكامله
أنا رسول الحقول البعيدة
حيث القتل أكثر شراسة
والحياة قوية كالسيول.
...
كل رسم على جدار يؤكد استحالة الربيع
أيتها الشوارع، أيتها المأساة، أيها العالم الذى يفيض بالعواء
الحروف تغرس أظافرها فى حنجرتى
لكننى سألقى قصيدتى فى أعين التماثيل.
هذه مدينتى
وحبيبتى لن تغادر أحلامنا فى الهواتف
المقاهى باقية، والسكارى العائدون فى الليل، وقطط الشوارع، والمتسولون، والأطفال
الحدائق عامرة بالمحبين واللصوص.
هكذا أسمّى نفسى سيدًا، وآمر الحاشية:
اطمسوا كل الوجوه فى الشوارع
لا أريد أن أرى عارىَ واضحًا هكذا.
