اشارة فارغة مِن الذين ازدحموا في القبور...
تَنبَّأتُ في ضُحى يوم مِن أيَّام الصِبا أن حَياتي غَير المَحظوظة
سَتَتَصدّع بأرض مَذابح هائلة. امتَثَلْتُ لما يَنْتَظرني وَتَراجَعت
في حلمي مَرايا الحضور بضِّفة العالم. المَهْجورون مَلأ انْشادهم
الزَمَن بكثافة وَمِن أجلهم ارْتَحَلَت الشموس الى تخوم أبْعَد مِن
أرض القَبر. أنا أيضاً ارتَحَلْتُ وَعَرَفتْني الشعوب في صَقيع
المدن المُتوَّثبة للبركان. خَذَلتْني الصَلاة في الروابي المُترصِّدة
للمَرض والذينَ عَرفْتهم وَظَننتُ انهم يحافظون على الوفاء في
كلّ حين، طَلَبوا السَلامة وأغلَقوا أبوابهم عندما هَبَّت الرياح.
البَيْت مُهدَّم وَيغرم به الرَماد والمرأة التي امتَلأتُ بمحبّتها ولَّت
الى قاطع طريق يَصفر للنعاج في خزانة ثيابه المُتقوِّضة بلا
رَحْمة. الآنَ لَم يَتَبق لي سوى جَمْرة ضَئيلة أُضمِّدُ فيها جرح
حَياتي وفراغ السَنوات الذي لا يطاق. اشارة فارغة مِن الذين
ازدَحَموا في القبور، انتظرها بأملٍ ضَعيف والنَسيم المُتَعرِّق
للهاوية، لا يَهْتَدي الى المَهْجورين بالشَواطىء الشائخة للزَمن.
6 / 8 / 2014
