يهين رجال في الحياة نفوسهم
يهين رجال في الحياة نفوسهم | وأطلب أن أحيا مهيباً مكرما |
ويضرب قومٌ في البلاد لعلهم | يصيبون مالاً أو ينالون مغنما |
وأرمي بنفسي في مآزق جمة ٍ | أغيث أولى البلوى وأشفي ذوي العمى |
إذا ما رأوني طالعاً من ثنية ٍ | تنادوا هلموا قد أصبنا محرما |
وجاءوا سراعاً ينفضون شكاتهم | إلي ويبدون الحديث المكتما |
لكلٍ من المكروه داءٌ يمضه | وشجوٌ يريه العيش أغبر أقتما |
فما يذكر الأبناء إلا بكى لها | ولا يبعث الأنفاس إلا تألما |
حملت من الأعباء ما لو نفضته | على جبلٍ سامي الذرى لتهدما |
همومٌ وآلامٌ وحاجات أمة ٍ | تهم ويأبى الظلم أن تتقدما |
تكنفها قومٌ ظماء وجوعٌ | فما وجدوا إلا شراباً ومطعما |
وما يجشع الأقوام إلا تزودوا | طعاماً وبيلاً أو شراباً مسمما |
فما ننس من سوءٍ ذكرنا حكومة ً | أقامت على مصرٍ من الظلم قيما |
نئن ويأبى القوم أن نتكلما | وما يملك الصمت اللسان ولا الفما |
رأوا حمم الأفواه يرمي بها الأسى | فصاغوا لها سداً من النار محكما |
على كل سطرٍ مالكٌ من قضاتهم | يعد لنا في كل حرفٍ جهنما |
إذا استصرخ المكروب منا مؤملاً | أكب يدير الرأي ثمت هوما |
ظللنا جموداً ما نثور لمؤلمٍ | ولا ندفع المغتال أن يتهجما |
عيونٌ وأرصادٌ على غير حاجة ٍ | ومن شيمة المرتاب أن يتوهما |
إذا دلف الأعمى تلفت حوله | يظن فضول الثوب كفا ومعصما |
أكل وفي يزعمون مشاغباً | وكل أبي يحسب القوم مجرما |
لقد هم راعي السوء أن يتحكما | فصادف قوماً غافلين ونوما |
رويداً بني التاميز إن وراءكم | من الهول يوماً يقذف النار والدما |
رميتم بني مصر بسهمٍ من الأذى | فظنوا برامٍ يملأ الدهر أسهما |
مخوف الوغى يرمي بطوفان بأسه | فتمسي شعوب الأرض غرقى وعوما |
إذا ما بنو عثمان هزوا سيوفهم | فقل لبني التاميز هزوا المقطما |
يعدونه سيفاً على الدهر مصلتاً | وجيشاً يهز الخافقين عرمرما |
إذا ضاق عنهم بأسهم جاش بأسه | وإن أحجموا في حومة الحرب أقدما |
كأني به أمسى هباءً مبدداً | وأمست مواليه حديثاً مرجما |