يأتينى الحزن من كل صوب
الكون ضوضاء لانهائية لها ، وعليك أن تعرف خريطتك
عليك أن تعرف لغة الشفاه ، وأن تعرف كيف تقرأ الابتسامة
الصمت أبعد من أية حدود ،
المكيف المعطل أصبح مغطى بالتراب ،
وصوت ماجدة الرومى يأتى خافتاً ،
والحجرة نصف معتمة ، ومن النافذة :
أرى امرأة تمشى ببطء فى الشارع مع طفليها :
طفل تحمله ، والآخر تمسكه بكفها الكبير .
دائماً يهزمنا الوقت ،
ويظل البشر يتبادلون الأدوار فى قلب الدراما السوداء
وأنا أقف طويلاً على رصيف المحطة :
عقلى يروح ويجىء ،
حتى تظهر مقدمة المترو فى البعيد ، مثل لعبة أطفال .
غالباً لا يغادر الإنسان طفولته
حتى وهو يطالب بتحرير الوعى .
الصمت غائر فى خريطتنا الجوانية
والشهداء منبطحون على بطونهم
وأيديهم مقيدة من الخلف
ولدينا الشعور المشترك بوصمة العار
ولله درك ، أيها الحائر الملقى على بوابة القدر .
فى حرب 56 كان والداى يأخذاننى إلى البدروم المعتم
فى أثناء الغارات
وظللت بقية حياتى داخل البدروم ذاته :
فتيات صغيرات ، يبعن المناديل الورقية فى إشارات المرور ،
حتى الساعات المتأخرة فى الليل .
هل الزمن دائرى ، أم يسير فى خط مستقيم ؟