هفت العروش وزلزلت زلزالا
هفت العروش وزلزلت زلزالا | عرش هوى وقديم ملكٍ زالا |
ريعت لمصرعه المشارق إذ مشى | فيها النعي وأجفلت إجفالا |
سلب المغير حياته واستأصلت | أيدي الجوائح عزة استئصالا |
ملك الموالي كيف طاح بك الردى | وسطا على ذاك الجلال وصالا |
بئست حياة ٌ حملتك خطوبها | داءً يهد الراسيات عضالا |
مشت الممالك حول نعشك خشعاً | ومشى الحفيظ وراءه مختالا |
يمشي يسيل الزهو من أعطافه | لو كان ذا قلبٍ يحس لسالا |
أنت القتيل وما جنيت وإنما | صادفت من تشقى فينعم بالا |
نبكي فيضحكه البكى ويسره | ما حاز من دية القتيل ونالا |
تنجو الممالك ما نجا استقلالها | فإذا اضمحل أعارها اضمحلالا |
أين الخليفة ما دهاه وماله | أرضى المغير وطاوع المغتالا |
يا ذا الجلالة في مآلك عبرة ٌ | للمالكين وساء ذاك مالا |
ضيعت ما حفظ الحماة فلم يضع | وهدمت ما رفع البناة فطالا |
التاج لا يحميه غير مجربٍ | يزن الأمور ويقدر الأحوالا |
موفٍ على الأحداث يقمع شرها | ويكشف الغمرات والأهوالا |
تعيا خطوب الدهر منه بحولٍ | ما ضاق وجه الرأي إلا احتالا |
إن الشعوب حياتها ومماتها | بيد الملوك هداية ً وضلالا |
ما قام شعبٌ نام عنه ولاته | واستشعروا التفريط والإهمالا |
إيهاً ملوك الشرق إن وراءكم | قوماً يوالون المغار عجالا |
سدوا الفضاء وإنني لإخالهم | خباً بأرض الشرق أو أغوالا |
وكأن ذا القرنين عوجل سده | وأراد ربك أن يحول فحالا |
لا يشبعون وما يزال طعامهم | شعباً أشل وأمة ً مكسالا |
تأبى العناية أن تصافح أمة ً | ترضى الهوان وتألف الإذلالا |
حيرى بمضطرب الحياة يروقها | ألا تزال على الشعوب عيالا |
ورهاء تخذل من يقوم بنصرها | وتظل تنصر دونه الخذالا |
وإذا أهاب بها الهداة رأيتها | تعصي الهداة وتتبع الضلالا |
تسعى الشعوب ونحن في غفلاتنا | نأبى الفعال ونكثر الأقوالا |
يا شرق ما هذا الجمود أميتٌ | فنطيل حول رفاتك الإعوالا |
لو لم تمت لسمعت دعوة صائحٍ | ذعر الدهور وأفزع الأجيالا |
يا باعث الموتى ليوم معادها | تنساب من أجداثها أرسالا |
أعد الحياة لأمة ٍ أودت بها | غفلاتها فثوت سنين طوالا |
وأضئ لها سبل النجاة ليهتدي | من زاغ عن وضح الطريق ومالا |
وتولها بالصالحات ولقها | منك الأمان ووقها الأوجالا |
وامنن عليها من لدنك بقوة ٍ | توهي القيود وتصدع الأغلالا |
لا تجعلنا في المهانة آية ً | تخزي الوجوه وفي الجمود مثالا |
واجمع على صدق الإخاء فضاضنا | فلقد تفرق يمنة ً وشمالا |
أودى بنا بين الشعوب تباغضٌ | صدع القلوب ومزق الأوصالا |
ما نستفيق وما نزال لحيننا | في الخاسرين من الورى أعمالا |
تستفحل النكبات بين ظهورنا | ويزيد معضل دائنا استفحالا |
نلهو ونلعب جاهلين وإنني | لأرى حياة الجاهلين محالا |
لهفي على الشرق الحزين وأمة ٍ | لا تبتغي عزاً ولا استقلالا |
الله يحكم في الممالك وحده | ويصرف الأقدار والآجالا |
أنحى على الملك الشريد بنكبة ٍ | تركت مغانى ملكه أطلالا |
الحافظين الملك بالبأس الذي | هد الملوك وزلزل الأقيالا |
الآخذين على المغير سبيله | بالسيف يحمي الغيل والأشبالا |
صانوا الخلافة فاستطال لواؤها | كبراً وعز على العدو منالا |
جعلوا دعائمها الأسنة والظبى | ورواسياً شماً يخلن جبالا |
وجواثياً سوداً يمر بها الردى | فيراع من نظراتها ويهالا |
ومقانباً ملء الوغى وكتائباً | تأبى قراراً أو تصيب قتالا |
رضعت أفاويق الحروب فلم تسغ | من بعدها خمراً ولا سلسالا |
هم الخلائف في السلام وهمها | ألا تزال تقارع الأبطالا |
قد كان يأنف أن يكون قرينهم | ويعدهم لجلاله أمثالا |
لعب الغرور به فضيع ملكه | واعتاض عنه مذلة ً وخبالا |
وإذا أراد الله شراً بامرئٍ | تبع الغواة وطاوع الجهالا |
أخليفة ً يعطي البلاد وآخراً | يهوى القيان ويعشق الجريالا |
أغرور مفتونٍ وصبوة جاهلٍ | بئس الخلائف سيرة ً وفعالا |