الرئيسية » » حواء | علي محمود طه

حواء | علي محمود طه

Written By Unknown on الاثنين، 26 أغسطس 2013 | أغسطس 26, 2013

حواء

أأبغض وّاء و هي التي عرقت الحنان لها و الرّضى؟
و باع بها آدم خلده و لو لم يكن لتمنّى القضا ؟
و رثت هواها، فرمت الحياة و حبّب لي العالم المبغضا
أراها على الأرض طيف النّعيم و حلم الفراديس فيما مضى !
و كانت حياتي محض اتّباع فصارت طرائف من فنّها
و كان شبابي صمت القفار و رجع الهواتف من جنّها
فعادت ليالي الصّبا و الهوى أرقّ المقاطع في لحنها
و أفرغت بؤسي في حضنها و أترعت كأسي من دنّها !
و كم ذكريات لها عذبة أعيش عليها و أحيا بها
لها في دمي خلجات الحياة كأنّي خلقت بأعصابها
مسامرتي حين يمضي الصّبا و تهتف روحي بأحبابها
و تخلو بي الدّار عند الغروب و أجلس وحدي على بابها !!
بدت شبه عابسة فانثنيت و قد زايل الشمس لألاؤها
و خلت الحياة و ضوضاءها تموت على الأرض أصداؤها
و كفّ عن الهمس حتّى النّسيم و أمسك عن لعب ماؤها
و ناديت ، فالتفت لا تجيب و لكن دعاني إغراؤها
و مرّت إزائي فتابعتها بقبي ، و عيني إلى أمّها
رأيت مفاتنها غير تلك و إن لم يخلّدن في جسمها
و أبصرت من حولها الكائنات جوانح تهفو إلى ضمّها
و يحنو الصّباح على ثغرها و قد جنّ شوقا إلى لثمها
يساءلني القلب عن أمرها و أسأله أنا عن سرّها
و يعطفني في الهوى ضعفها و أنسى بأنّي في أسرها
و تبدي لي الأنجم الوامقات رفيف الأماني على ثغرها
فأحسب أنّ اهتزاز الحياة صدى حبّها و رؤى سحرها !
لكذبتها تستحبّ الحياة و يصفو الزّمان بتغريرها
و يأخذني الشّك في قولها فتقنعني بأساريرها
و تعصف بي شهوة للجدال فتسكتني بمعاذيرها
غفرت لها كلّ أخطائها سوى دمعتين لتبريرها !
أحاول أفهمها مرّة فأعيا بها و بتفكيرها
أمخلوقة هي ؟ أم ربّة تسير الخلائق في نيرها ؟
و ما سحرها ؟ ألتكوينها ؟ و ما حسنها ؟ ألتصويرها ؟!
تقول الطّبيعة : بنتي ! و ما أحسّ لها بغض تأثيرها !
أعند الطّبيعة هذا الدلال ؟ و في دفئها مثل هذا الحنان ؟
إذ قيل لي : هاك ملك الثّرى و دنيا الشّباب و عمر الزّمان
فما لذّتي بالذي نلته ، و ما نشوتي برحيق الجنان
كرعشة روحي و هزّاتها و صدري على صدرها و اليدان!
و غنّت فأسمعني صوتها صدى الرّوح في خلجات البدن
عميقا كأنفذ ما في الحياة و أبعد ما في قرار الزّمن
فأحسست كيف تطيش العقول و تسهو القلوب و تصحو الفتن
و قال لها الحسن : يا ربّتي! فقالت له : كلّ شيئ حسن !!
رآها على النّبع بعض الرّعاة مصوّرة في إطار الغصون
فقالوا : أحلم تراه العيون ؟ أفي الغاب حوريّة ؟ من تكون ؟
و مسّ مزاهرهم روحها فرفّت بها خالدات اللّحون
و باتت تعانق أحلامهم و قد كان يرقص حتّى السّكون !
و لاحت بمرأى لعيني فتى طوى البحر ليس له من قرار
تفتّح عن صدرها موجتان و ينشقّ في الفجر عنها المحار
رآها فجنّ غرامها بها و غنّى بها اللّيل بعد النّهار
و قالوا تعشّق جنيّة فتى شاعر تائه فب البحار !
قضى الله أن تغوي الخالدين وتغري بالمجد عشّاقها
لقيت على بابها الفاتحين و غار الفتوح و أبواقها
و كلّ مدلّ عصيّ القياد دعته الصّبابة فاشتاقها
سلا مجده الصّخم في قبلة تذلّ و تسعد من ذاقها !
أمانيّ شتّى تمثّلن لي بكلّ وضيء الصّبا ناعم
مبعثرة حولها في التّراب، بقايا الدّمى في يد الحاطم
تمرّ بها و هي في ضحكها و ما ذرفت دمعة النّادم
فيا لك من طفلة فذّة و رحماك سيّدة العالم !
بليتيس : مخاطبة سافو :
يحاول بالشّعر إغراءنا .............................
سافو: ............... لنؤمن واحدة واحده
بليتيس : هو الموقف الضّنك ما يتّقيه ....................
تاييس : ......................... كما يتّقي باشق صائده
سافو : متى كان صّبا عطوف الفؤاد و هذي قصائده الجاحده ؟
ألا ذكّريه بمثّاله و نادي بحيّيه الخالده


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads