الرئيسية » » وليم بليك | حزنٌ طفولي

وليم بليك | حزنٌ طفولي

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 5 يونيو 2013 | يونيو 05, 2013

أميّ تأوّهت، أبي بكى؛

قفزتُ في هذا العالم الخطير،

أعزل، عارياً، مزقزقاً بأعلى صوتي

كشيطانٍ مختبئ في سحابة.

.

متخبطاً بين يديّ أبي

هائجاً في قِماطي

مربوطاً ومتعباً، كنتُ أفضّل

الحَرَد على ثدي أمي.

.

حين رأيتُ أن الغيظ عبثٌ

والحَرَد لا طائل له

بعد كثيرٍ من العفرتة والتحايل

بدأتُ أهدأ وأبتسم.

.

هدأتُ يوماً بعد يوم.

جاءت اللحظة التي وقفتُ فيها على الأرض

وابتسمتُ ليلةً بعد ليلة

لا هدف لي إلا المتعة.

.

رأيتُ أمامي عناقيد

من كرمةٍ برّية تلمع

وأشجارٌ وزهورٌ جميلة

نشرت فوقي إزهارها الربيعي.

.

عندها تفوّه أبي، بعينيّ قديسٍ،

وفي يديه كتابٌ مقدّس

بلعناتٍ فوق رأسي

وربطني بظلِّ ريحانة.

.

في ظل ريحانة

لماذا أنا مربوط بك،

يا ريحانتي الجميلة؟

لا يمكن للحب، للحب الحر، أن يكون مربوطاً

بأي شجرة مزروعة في الأرض.

.

آه كم كنتُ مريضاً ومتعباً

وأنا ممددٌ تحت ريحانتي

أشبه برَوث البقر على الأرض

مربوطاً بريحانتي.

.

غالباً ما تأوّهت ريحانتي عبثاً،

وهي تتأمّل قيدي الثقيل؛

غالباً ما رآنا أبي نتأوّه

وضحك من سذاجتنا.

.

هكذا صرعته فلوّن

دمه الجذور المنبثقة من الريحانة.

لكن زمن الشباب ولّى

والشعر الأبيض غطّى رأسي.

.

*

ترجمة: أنطوان جوكي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads