الرئيسية » » مدحت الزناري | الليلة أكتب

مدحت الزناري | الليلة أكتب

Written By غير معرف on الأربعاء، 22 مايو 2013 | مايو 22, 2013



(1)
الليلةُ
أكتبُ شعراً
لا يشبهُ خوفي الأزليّ
ولا عيني المرتبكةْ
أكتبُ عن قمرٍ غجري
أخرجهُ البحرُ من الشبكةْ
أكتبُ عن مصباح صديءٍ
تفركهُ عيونُ العشاقِ
فيغرزُ في قلبي شوكةْ
.
.
(2)
الليلة
أكتبُ أسئلةً غائرةً
وحقائقَ مُلغِزة
وأشك المنطق شَكة
وأزوجُ حزني للفرحة
وأعلمُ ساق العصفورِ المكسور
أصول الحَجلِ
ورقص الدبكة
 .
.
(3)
الليلةُ
لن أروي قصصا
درسها السردُ
فنون الحكي
ولغة الوصف
وحسن الحبكة
كي أخدع قراءً سذج
وأراوغُ عند الفجرِ
صياحَ الدّيَكة  

- لا يهتمُ الفجرُ كثيرا
بقرار السلطان المُلهم
بالغلقِ الجبري
قبيل تمام الحلمِ العاشرِ
لا يقلقه أبدا
ما أحدثهُ الجندُ
من الربكة -
.
(4)
الليلةُ
لن أفتح باباَ
أوشُباكاً
أو أتركَ حجراً مثقوبا
أو أغفل ثغرة
ينفذُ منها اليأسُ
ليقتلُ قمرا
جل جريمته المزعومة
من وجهة نظرِ البومة
أن سَحَرَ قلوب الناس
فأضحكَ
أو أَبكى
.
.
(5)
الليلة
أكتُب ما قالتهُ الريحُ ولم تفهمهُ الشجرة
ما سَجّلَهُ المَوجُ الضاربُ وجهَ الصخرة
كي يقرأهُ المَدُ التالي
وأفسرُ نصاً مُلتبساً منسيّاً في قطرةِ ماءٍ
أَرسلَها النبعُ إلى عطشانٍ
ماتَ..
وضيّعَها ثقبٌ في الجَرّة
.
.
(6)
الليلة
أقتلُ بالأنغامِ ضجيجاً
وأُعالجُ مرضَ الرَهبةِ بالخنجر
أتقوقع في الأفقِ الواسعِ 
أتمدد فيما يتحجر
أتقاسم خبزا لا يأتي
وأُأَلِّفُ زوجاً مُنبَتا
لا يكشفُ عن صورتِهِ المَجهر.
.
.
(7)
الليلةُ
أضعُ الحصوة تحتَ الوطنِ المائلِ
كي لا يسقط
وأعلّقُ حَبلاً يتسلقهُ الناسُ
من المُكئِب للمُبهج
وأبدلُ بعض الكلماتِ بنشراتِ الأنباء
فبدل الحجر الوردة
بدل التهجير العودة
بدل القتل  المشفى
بدل الهدم المبنى
ثم أعيدُ قراءتها في أرضِ الأحداثِ
فيعتدلُ الواقعُ  والمعنى.
.
.
(8)
الليلةُ أكتُب
أخر لقطة
لمعت في عينِ القِطة
فرشقت مخلبها
أول إحساسٍ بالموتِ تَمثلَ
في رأس الفأرِ
وهو يفرُّ بقطعةِ جُبنٍ
معجونٍ بالشطة
.
.
(9)
الليلةُ
أتمدد فوق فراشي
مثلَ قميصٍ يَسقُطُ من حَبلِ غَسيلٍ
بالدورِ العاشرِ صوبَ الأرضِ المُبتلة
لا يَعرفُ عددَ البُقعِ على ياقَتِهِ
لا تُحزِنهُ الكثرة..
أو تُسعدهُ القِلَة.
ـ
.
(10)
الليلةُ
أتوضأُ بالعطرِ ثلاثاً
وأَمُدُّ بِساطَ الشوقِ لآخرِ قِبلة روحي
وأصلي في جوفِ النورِ صلاةَ العشقِ وأبكي
تتحول دمعاتي لنجومٍ لامعةٍ
وعروقي لثرياتٍ.. ورموشي لشموع
تشعلُ أخشاب الممكنِ
وتذيب حديد الممنوع
بعد الليلة
ما قلتُ سأفعلُ
ما شئتُ أكون.
.
.
(11)
الليلةُ
أهجرُ طيني
وتضيئُ جميعُ شرايني
أتماهى في قطرةِ ماءٍ
أتَقمصُ عطرَ بنفسجةٍ
وأضوعُ خفيفاً في الساحاتِ
وبينَ شعورِ الحسناواتِ
لن أسكنَ بيتاً بعدَ الليلةِ
كل بيوت العالمِ لا تكفيني.
.
.
(12)
الليلةُ
أُخرجُ قمراً من جيبي
ويري العُشَاقُ الشمسَ تطوفُ جبيني
يتوسدُ كتفي عصفورٌ
وفراشاتٌ تُخرجُ من كفي
وحفيفُ الأشجارِ يناديني.
.
.
(13)
الليلةُ
أَعرقُ في سعيي وَدَقَاً
أتركُ في أثري أَلَقَاً
وأصوغُ الألوانَ على اللوحاتِ
فلا تبصرها غيرَ عيون العُشاقِ
وأمحو معانى القتلِ الباقيةِ
بذاكرةِ السكينِ.
.
.
(14)
الليلةُ
أَحسِبُ عُمري بالفيضِ
وأَزِنُ الجسدَ بنشوتِهِ
وبالأشواقِ أَقيسُ حنيني
لا يحصُرُني عمرٌ
أو يُثقلُني وَزنٌ
أو يُرهِبُني أحدٌ
بسمِ اللهِ.. وبِسمِ الدينِ.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads