الرئيسية » » الْمُنْشِدُ | هشام الصباحى

الْمُنْشِدُ | هشام الصباحى

Written By غير معرف on الأحد، 12 مايو 2013 | مايو 12, 2013



كَانَ الْمُنْشِدُ
يَذْكُرُ الْلَّهَ
يَمْدَحُ الْنَّبِىَّ
يَحْكى عَنْ سِيَرِ الْأَبْطَالِ
عَنْ عِيْسَىْ وَأُمَّهِ
عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَمَّهِ
عَنْ إِبْرَاهِيْم وَقَوْمِهِ
عَنْ نُوْحٍ وَسَفِيْنَتِهِ
عَنْ مُوْسَىْ وَعَصَاهُ
عَنْ نَاصِر وَذَبَحَته الصدرية
عَنّىِ وَعَنْكُمْ

بَدَأَتْ تَنْزلُ مِنَ الْسَّمَاءِ كَائِنَات
لَمْ أَرَاهَا مِنْ قَبْل
لَيْسَتْ لَهَا عُيُوْن
تَخْرُجُ مُبَاشَرَةً
إِلَىَ الْطُرُقَاتِ وَالْشَّوَارع
تُعَيِدُ تَرْتِيْبَ الْأُمُور
تُعَيِد تَنْظِيْم الْمُرُوْرِ
تُمْنَحُ عُبُوْرَا آَمنا
لِلِأَطْفَالِ
وَالْنِّسَاءِ
وَكِبَارِ الْسِّنِّ
وَالضُّعَفَاءِ
وَالْمَسَاكِيْنِ
وَالْفُقَرَاء
وَعَرَبَاتِ الْإِسْعَافِ الَّتِىْ تُعَانِى مِنَّا
عِنْدَ عبورها
وهى تحملُ فى جوفها
مَنْ نُحِبْ

وَكَائِنَات أُخْرَىَ
لَيْسَتْ لَهَا أَرْجُل
تذْهبُ إِلَى أَقَاصِىَ الْأَرْضِ
تُخْبِرُ المضطهدين
تُبَشِّرُ الْمَظْلُوْمِيْنَ
أَنَّ الْمُنْشِدَ
يَفْرَحُ بِانْتِصَارَاتِهمْ الْصَّغِيْرَةِ وَالْكَبِيْرَةِ
فِى أىَّ رُقْعَةٍ جُغْرَافِيَة كانت
حَتَّىَ أَنَّهُ كَانَ يُلْقىَ عَلَى الْحُضُوْرِ
هَوَاءً مُكْتَظَّاً بِالْسَّعَادَةِ
وَلَا يَسْأَلُ عَنْ أَجْرٍ

وَكَائِنَات أُخْرَىَ
لَيْسَتْ لَهَا أُذُن
تَذْهَبُ فِىْ الْجُزْءِ الْأَخِيرِ مِنَ الْلَّيْلِ
تنْقر الأبواب والشبابيك برقة
تمْنَحُ نَفْسِهَا لِمَنْ يَشْعُرُوْنَ بِالْوَحْدَةِ
تَسْمَعُ
وَتُنْصِتُ
لِمَنْ يُرِيْد أَنْ يحْكى عَنْ تَعَبِهِ
عَنْ أَسْرَارِهِ الْثَقِيْلَةِ وَالمُرهقة
لِمَنْ يُرِيْد أَنْ يَتَطَهَّر
لِمَنْ يُرِيْدُ أَنْ يَعْتَرِفَ بِمَعَاصِيَهِ
دُوْنَ أَنْ يُفْضَح

وَكَائِنَات أُخْرَىَ
لَيْسَتْ لَهَا قُلُوبْ
حَتَّىَ أَنَّى لَا أَسْمَعُ لدقَاتِهَا ضَجِيْجَا
تَخْرُجْ إِلَىَ الْحِجَارَة مباشرةًَ
تَربتْ عَلَيْهِا
بِحَنَان أُمّ تَرِبتْ عَلَى ظَهْرِ طِفْلها
الذي يبكى إجباره على الحياة
فَتَدُبُّ الْرُوْحَ فِىْ الْحِجَارَةِ
تَبْدَأُ فِيْ الْتَّأَلُّمِ
فِىْ الْبُكَاءِ
فِىْ الشَّكْوَىْ
مِمَّا نَفْعَلُهُ بِهَا
نَحْنُ البشرْ

لابدّ أننا أثبتنا لله
أنّ الْعيُوْن الْمُثْبَتَة
بمَهَارةٍ في مُقَدِّمَةِ رَُوؤسنا
لا تساعدنا على وضوحِ الرؤية
وَأنْ الأذن المُثَبتة فى الْخَلَفِ
مثل مظلات مضادة للشمس والهواء والبوح والإنْصات
لَاتَسْمَعُ مَنْ نُحِبْ
وَقُلُوْبُنَا لَاتَشْعُرْ بِهِمْ
وَأَرْجُلنا تسَيِرُ
عَكْسُ الاتِّجَاهِ

هَلْ بدأ الْلَّهُ فى اسْتِبْدَالِنا ؟!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads