* أحضانٌ
كأنها الاستنارة * شعر / مؤمن سمير -
مصر
في
غايةِ الجمالِ هؤلاء اليابانيونَ يا أخي ،
ولهم
نكهةٌ تشبهُ قبلةً مكتنزةً بعد حساءٍ ساخنٍ .
حَدِّق
في صورةِ قلبهم المختبئ وابعث ضمةً لانحناءاتِ الخارجينَ من سماواتِهم الواطئةِ ،
مُشَذِّبينَ لحاهم .. وبعد أن رشقت كل
واحدةٍ : عصا رفيعةً في شَعرِها .. كي تنضبط الأحلامُ ، البيضاءُ بلونِ الأرزِ .
زحزح
البيوت قليلاً لتدخلَ في وسط القريةِ ، بالضبط عند بيتِ الحبِ ، العادي الذي يشبهُ
كل البيوتِ إلا أن غيمةً باسمةً
تَلُفُّهُ ..
دُقَّ
على مشاعرِ البابِ لتَبينَ الرحمةُ التي يسمونها أمَّ الطيورِ وروحَ الشمسِ ،
ستنحني وتغمِضَ شجرَتَها و ترشُّ
ابتساماتٍ تشبهها ،
و
تُحلِّقَ في شُبَّاكِكَ الرابضِ فيكَ ..
يقودُكَ
ظِلُّها الطريُّ ، لترتاحَ قربَ ظَهرِها .. الحقولُ وراءكَ وأمامكَ الموسيقى
النائمة ، القريبة من أقدارِكَ ، من ناحيةِ الربِ المبتسم ..
مع
أول رشفةٍ من " الساكو " تهلُّ المَلاكاتُ ، وعلى الوجوهِ سحاباتٌ وتلاواتٌ
( ما نحنُ إلا أخوةٌ نصاحبها معاً ، تلكَ الحياةُ ..)
حياتنا
القاسيةُ علينا حتى من بعد " بوذا " ...
تومئ
لإحداهن بِرَفَّةِ إحساسٍ ، قصيدة " هايكو" تجوسُ في الهواءِ ، كثيفةٌ
ومشرقةٌ ومنيرةٌ كأمها الأولى ، فترقصَ كل عضلةٍ في خريطةِ الأخرياتِ لكما .. وينحنين
بعد أن ترمي كلَ واحدةٍ في البحيرةِ اللامعةِ وردةً ،
وأمنيةً
...
تدخلُ
فتذوقَ خَفَراً يليقُ بالليلةِ الأولى وتطلُعُ الحياةُ الجديدةُ رويداً رويداً بعدما
ماتت الهَرِمَةُ ، واندهنت بُصَيْلاتُ كلامِكَ ، بعد التربيتِِ
على
ثرثرةِ الذي كانَ ..
أنت
الآن تتقدَّمُ ، كأنك نغمةٌ ، المحاربُ العظيمُ وجيشُ " الساموراي " ورائكَ ، يَسلِّونَ
سيوفهم لتدغدغَ إقدامَكَ ، وتَشُدُّ هي العصافير من تحت باطِها فتحقِنَ ذكرياتِكَ
بالجيوبِ المتخمةِ بالفطائرِ والعرائسِ والربيع ، ثم تُقبِّلهم في عينيكَ وأنتما
تركبانِ زهرةً تعودان بها للأرضِ وتقتلان التنانينَ ،
الرابضةَ
خلفَ الجبلِ والسحابِ ...
يسكنُ
الهواءُ خِصِّيصاً وأنتما تنحنيانِ ، وتَخرُجُ الفراشاتُ بكَ ، لتُعمِّدَكَ تحت
الشجرةِ
فتحوزَ
الغفرانَ
وتشيلَهُ
للبعيدِ ،
هناكَ
..
دمعةٌ
سمينةٌ ، تطفُرُ من قلبكَ
و
النورُ يحطُّها في الخزانةِ ..
خزانةُ
الدموعِ ،
التي
يطلقنها في المساءاتِ
الباردةِ
...
ساعةَ
لا يصافحهنَّ
صحبةَ
روح ............