الرئيسية » » أحمد سراج | قصيدة أشلاء هامان ديوان الحكم للميدان

أحمد سراج | قصيدة أشلاء هامان ديوان الحكم للميدان

Written By غير معرف on الثلاثاء، 12 مارس 2013 | مارس 12, 2013


أحمد سراج | قصيدة أشلاء هامان ديوان الحكم للميدان 




عَن سُقوطِ الباستيلِ المصرِي
.......................


سريٌّ وخطِير
سريٌّ وخطير
أن تَفتَحَ صُندوقًا مَخبُوءًا مَلعُون
أن تَحرُسَ ذِئبًا مَجروحًا مَذعُور
سِريٌّ وخطير
أَن تَحجُبَ أفخاخُ 
البصَّاصِينَ العسَّاسِينَ القوَّادِينَ 
أَفراخَ النور
أَن يلِدَ الحُكمُ الفردُ الرعبَ/ الجوعَ/ الزيفَ/
الحُلم المقهُور
أن يُنصتَ شعبٌ للأخرسِ 
ويُقبِّلَ رِجلَ الأبرصِ 
في شغفٍ وحُبور
سِريٌّ وخطير
أن ينسَى شَيخٌ فِلذَتهُ 
سَقطت في الجبِّ المسحُور 
أن يشهدَ مُنتَهَكٌ مَكسُورُ العينَينِ أنَّ
الربَّ تجلَّى في الولدِ الملهمِ كي 
يُصبِحَ رازقَنا 
المشكُورَ -- أدامَ اللهُ سنينَ المليك - 
أنَّ الغرقَ/ الذبحَ/ الشللَ/ الغصبَ/ الرجمَ
من ثِلَلِ السلطانِ المبروكِ شهادة
أنَّ الخوفَ/النوحَ المكتُومَ عبادَة
أنَّ العَدوَ خلفَ حذاءِ السيَّدةِ الأولَى
حِجٌّ مَبرُورٌ بإذنِ السلطَانِ القادرِ المقدُور 
سِرِّيٌّ وخطير
طلليِّة
قِف على أطلالِ الغِيَر
جُل زَنازِنها
مِل إلى غُرفِ التَّحقيقِ انزِل
حَذِرًا لمعاقلِ تعذِيبٍ 
فيها ما لا عَينٌ سترَى 
لا ولا أذنٌ لا ولا 
خَطَرَت بِوساوسِ عِفرِيتٍ
مُلهَمٍ من أبالِسَةٍ 
لِترى الوطَنَ المصهُورََ 
قَرابينَ مَهزَلَةٍ 
لِتُعاصِرَ كيفَ تُصاغُ
مَلاحِمُ ظَاهرِنا والسيَر
ابكِ أشلاءَ مَن 
لن تدرِي مَن؟
أو لِمن؟
واربعْ عندَ أقباءٍ مُطبِقاتٍ عمَّارُها 
حُلِّلوا أو أُذيبُوا وامنَحْ رَوائحَها 
حبَّكَ المحفُوظَ - كأسرارِ طفلٍ -
ما بينَ همٍّ وغَم
سَترى ما لن يُحكَى
مَن يُصَدِّق؟
فابكِ 
وابكِ
وابك
نَحنُ لا نَبكِي أيامَكِ 
يا صاحبةَ الطلل
ما رأينَا غيرَ التَّقطيعِ والتَّذبيحِ
ومَحوِ الأمَل 
لَكِ نَحنُ نَحِن؟!
إنَّما وَترٌ هزَّنا 
فجَرَى رَغمَنا دَمعٌ 
لم يُعَكرْ أعراسَ عِيدِ الحُلم
مِثلما سَتُزَغرِدُ أمُّ العَروسِ 
ودَمعتُها في الوجهِ 
على الفَرحِ الفَم
خارَت دَولةٌ شادَت نفْسَها
كالخفَافيشِ بالنَّهشِ والدم
تَحتَ أقدامِكَ يا شهيدُ
إلَيكَ سنَهفُو
بها لا نَهتم 
اعترافٌ بِالموت
مترٌ في مترٍ يا زنزانة
يا للإيمانِ
القَبرُ كَذلِك لَكني حي
ما أدراك؟
حَقّا ما أدرانِي؟
فلَعلِّي إذ همَّ القلبُ
- في لحظةِ طيشٍ مَخبولٍ- 
أن يذكُرَ سلطاني
أبلغَ شريانٌ عَن شريانِ
فانسحَبت أَوردَتِي من عَصياني
نَصحَ الكبدُ الموتورُ بخلعٍ فوريٍّ
أوصَى ببيانِ:
إنَّ الخارجَ مَدسوسٌ 
من قِبلِ الشَّيطانِ
قَد ثَبتَ لَدَينا أَنَّ أجندتَه 
عَمَلٌ عدواني
وتقدَّمَ أربعةُ الأطرافِ 
ووقَّع وفدُ الأمعاءِ
مَنشُورًا إِنسانِي 
فَتَوفَّانِي أمرٌ نوراني
مترٌ في مترٍ يا جبَّانة
يا للإيمانِ
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads