الرئيسية » » ســـقط القنــاع

ســـقط القنــاع

Written By غير معرف on الأحد، 10 مارس 2013 | مارس 10, 2013




ســـقط القنــاع
أمل جمال

يقف على أول السطر
يزيح الحنين فتنسلخ الريح
تسقط دمعة
تقف على آخر السطر
منكوشة القلب تبحث
عن جملة نسيتها المعاني
ووردة خاصمت عطرها
يقف الحب الأعرج في الركن
                  -  مستسلما -
ينتظر حرير العنكبوت.

***

أصابع عشرة
أمدها إلى روحي كل صباح
- أوقدها من أجلك -
أصابع عشرة
تطفئها بدموعي
كل ليلة !

***

تتسلل إلى
رائحة طعام جارتي في الظهيرة
 تقتحم علي قهوتي 
دخان سيجارتي 
وانطفاء الشجار الأخير
كل مرة
أنظف المنفضة
و أعد فنجانا جديدا
و أتردد أن أسألها
أين تباع الشهية!

***

  سأنظر من ثقب الباب هذا الصباح
لربما قابلتني فجأة على السلم
فأتفصد خجلا
و يمنعني ارتباكي أن أقول لها
– صباح الخير-
كانت بسمتانا المتبادلتان
على وشك أن تكونا صديقتين
لولا أنها جارتي التي عرفت
مرة بعد مرة
عبر شباكين لمطبخين متجاورين
و صوته الصارخ أنني
غبية و حيوانة و ابنة كلب.

***

في زجاجة كريستال صغيرة
سأحتفظ بدمعك
و أحبس آخر توسلاتك إلي
– لأسامحك –
زجاجة كريستال صغيرة
أقدمها لك
كلما امتدت يدك لتلطمنى
فترتبك كثيرا
و تزيد بها دمعتين
زجاجة كريستال صغيرة
لابد أن تُكسر.

***
 
أفتح النافذة مساء
أنظر إلي ملابس الأطفال
       في الشرفة المقابلة
أبتسم لصغر تفاصيلها
و أحتضن بياضها الموجع
أفتح دولابي بفتور
ينسكب على طابور الملابس
مهرجان الأحذية
و أوراق البنكنوت
و بارتعاش واضح أمد يدي
لشريط منع الحمل و أبلع دمعة!

***

ألمس الحياة بكفي
عندما أحتضن
طفلا يبكي .

***

حنونا كان الله على سيدة
هو وحده يعرف وحدتها
حنونا كان الله
منحها البشرى سريعا
باختبار الحمل
قاسيا كان يناير
ليل 
مطر 
عواصف بالأشجار
و سيدة
مطرودة من غرفة نومها
(خائفة و بردانة )
مطرودة من رحمة زوجها 
إن لم تجهض !

***

قلب متفحم على العتبة
لم يرحمه
حذاؤك .

***

سيدة في مقتبل العمر
تثبت عينيها على الحذاء
و تحرك خاتم الزواج بإصبعها
شاردة
رغم زحام الباص
شاردة
رغم هروب الشوارع
شاردة
رغم انزلاق الحقيبة عن ركبتيها
تنهدت
فابتسمنا
نزلنا المحطة نفسها.

***

هذي روحي
هذا جرحي
فالمسني بهدوء
و لا تناقش ملامحك الغافية
بهذا الإطار
رجاء
لا توقظنا .

***

في مساء 22 سبتمبر 96
كانت سيدة فوق سرير الولادة
في الطلقة, تنسى صرختها
و تفكر في إنقاذ جنين على حافة الحياة
بين الطلقة و الطلقة  
كانت تتمنى أن تلمس
كف زوجها الغائب
تطلب من الممرضة
أن تمسح لها وجهها بفوطة معينة 
( فوطة ) مسح فيها وجهه قبل سفره
فاحتفظت بها لشهور
-  دون غسيل - 
لهذه اللحظة بالذات .

***

فى مساء 29 سبتمبر
كانت السيدة نفسها 
تمشى بخيوط جراحتها
تحتضن الهاتف  وتحسب فرق التوقيت
تمنى نفسها 
بعد قليل تتصل الروح بصوت الغائب
بعد قليلٍ ، تنقل فرحة طفلها المولد إليه
بعد قليل ...
يعصف صوت امرأة نائمة
" أيوه مين عايزه ؟ "
بعد ثوانٍ سقطت كلمات فى بئر ذهولٍ
وسيدة فى الحمى!





  








التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads