كأس
أحمد المريخى
كان النادلُ صاحبَ بارٍ.. لو مالت يعدلُها
وكانت كأسٌ..
يطلبها الروادُ وتتلطَّفُ بالمكلوم
تتمني لو يغفل عنها النادلُ
والنادلُ من قسوته صام عن الخمر
كانت تُحيي الليلَ،
ولا تفرقُ معها؛
تعرفُ أن النادل سوف يُغسِّـلُها من أنفاس الرواد،
وبعد التشطيب يُكفِّـنُها في منديلٍ أبيض
وتعرفُ أكثرَ..
أن البار سيغلقُ أبوابه في وش الصبح
وتبقي..
بلا ذاكرةٍ أو ذكرى؛
تحلمُ
لو تحبو فوق البار قليلا..
لو تسقط!!
لكن النادل يحرسها مثل التاج
يعرفُ أنَّ الكأسَ إذا انكسرت تجرحهُ
وكانت تخشى أكثر أنْ تجرحَ قلبَ الروادِ.
وكان اليوم؛
غافلتْ النادلَ والرواد
وكان وكان..
وكأسٌ..
يشربُها الناسُ،
ولا تعطش!