خالد بن صالح
كخيولٍ جريحة
تغفو تحت وسادَتها أحلامٌ مُتعَبة ورسائل
وشتائمُ ليلية
و
كذبات.
صرخةٌ زرقاء خلفَ نهارِها
تجوبُ أنحاءَ وحدتها بنهدين حائرين
وجينزٍ سريع الزَّوال
نظراتها تفكُّ أزرارَ القميص
تلاعب الهواء على غفلة من مُهرِّجٍ.. أُسمّيهِ قلبي
يميلُ فتغدو القصيدةُ نساءً يُشيِّعنَ جثَّة شاعرٍ إلى قبره.
لامرأةٍ، تنتابها نوبةُ بكاء في حمَّامٍ قذر
لامرأةٍ، تنتابُني.. فتطلِق تأوّهاتٍ تُقشِّر سقفَ الغرفة
لامرأةٍ، تخلو إلى نفْسِها
وبها تمرُّ أصابعي خيولاً جريحة
سكاكينَ جفَّ عليها دمُ الخديعة
لامرأةٍ، بذكريات عازفٍ محترف فقدَ يديه في حروبٍ كثيرة
أقترفُـها
لامرأةٍ نسيتُها في زحمةِ الكتب، أنفاسُها البِكر
حليبُ قُبلتي الأولى
لامرأةٍ جائعة،
تلتهم قصائدَ الحب والخُطوات الصغيرة
والطُّرقَ التي لا تنتهي بما يترك عاشقٌ خلفَهُ من نساء.
امرأةٌ تتركُ لها في القلبِ فتحةً.. تتسرَّبُ منها
تغويها لسعاتُ المطر
والحماقاتُ المنشورة كملابس داخلية
وما كان لامرأة ما..
ضفائر سوداء طويلة
كحبلٍ سُرِّي تمتدُّ
بين جثة الشاعر
والمقبرة.
من مجموعة "مائة وعشرون متراً عن البيت"