الرئيسية » » علي محمود خضير | مثقل بالغائبين

علي محمود خضير | مثقل بالغائبين

Written By غير معرف on الأربعاء، 13 مارس 2013 | مارس 13, 2013


علي محمود خضير
مثقل بالغائبين



في المدن التي لم أرها منذ أمدٍ
المدن الموحشة كليل ٍ مغبر
المؤلمة، كجمرة في كف طفل
لا أرى ولا اسمعُ إلا صوتَ الطفل بداخلي
ناقص المسرات، كامل الخسارة
الطفل الذي نسي كيف يبكي
ولا فرق في بكائه لدى الآخرين.


لن أتلمسَ ندوبَ الممرات
الممرات الدافئة التي جمعتني
بمن أحبُّ ومن أكره على حدٍ سواء
الندوب التي أخذها الماضي وطواها تحت ابطيه
لن أرى الشقراءَ
عاليةَ النظرة،
خفيفة المرور
لن أرى صوتها
يسدُّ على الجدران شقوقها الداكنة.

الصبية ُ الذين افترشوا طفولتي
اخذوا كلُّ مهارات الفرح بقلبي،
أقفلوه
وتناهبوا المفتاح.

أمهاتي الكثيراتُ
فرّقن في الأمصار
يباعد الرملُ بينهن والعتاب
ويحتفلُ الغيابُ بصورهن في رأسي
قد ألقى النحاتُ على وجوههن سحره
فشحبت شعورُهن
وعاثت بغضارتهن الأيام.

الطفلُ الذي في داخلي
تركته، أخر مرة، يركض على تل
يفصلُ دجلة عن بيوتِ الآمنينَ بالله
بينما شمس صافية الضوء
تربي على جبينه حبات عرق كاملة المعنى


....
لا زال يركض
ولازال الحلم اخضر.




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads