ذلكَ هو الشعر| نوال الغانم
قالوا:
وضعَ الشاعر رأسهُ بيدِ الوهم
وقال لهُ:
خذهُ.
لذلكَ أصبح الفضاءُ ضيقاً على جسدهِ.
وضعَ الشاعر رأسهُ بيدِ الوهم
وقال لهُ:
خذهُ.
لذلكَ أصبح الفضاءُ ضيقاً على جسدهِ.
قلتُ لهمْ:
كل ليلةٍ،
أمسكُ تفاصيل الضوء من يدها
وأدلها على الطريق.
ذلكَ هو الشعر،
كل ليلةٍ،
أمسكُ تفاصيل الضوء من يدها
وأدلها على الطريق.
ذلكَ هو الشعر،
على ركبتيَّ أُجلسُ الهواء
وأمشط شعرهُ الطويلْ.
ذلكَ هو الشعر،
وأمشط شعرهُ الطويلْ.
ذلكَ هو الشعر،
أحفرُ في جدار الظلام امرأة
تحملُ نهراً فوق رأسها
وأتركُ الألوان تخضبُ جدائلها.
ذلكَ هو الشعر،
تحملُ نهراً فوق رأسها
وأتركُ الألوان تخضبُ جدائلها.
ذلكَ هو الشعر،
آخذُ السحابة من يدها
وأدلها على أجراس الحقول العاطلةِ،
ذلكَ هو الشعر،
وأدلها على أجراس الحقول العاطلةِ،
ذلكَ هو الشعر،
أطلقُ الغبشَ طيراً يتمزز برمانة قلبي.
ذلكَ هو الشعر.
لمَ التعجب؟
الفضاء
لا يسع قبضة يدي
الممسكة بتلابيب الخرابْ.
ذلكَ هو الشعر.
لمَ التعجب؟
الفضاء
لا يسع قبضة يدي
الممسكة بتلابيب الخرابْ.
قالوا:
ينحتُ الشاعر من اللغة سقفاً لطيور أصابعه،
لذلكَ تضيقُ جيوبهُ بالحقول.
قلت لهم:
الشعر لا يخدع أَحد،
غير أن الموتى لا يصدقونه.
ينحتُ الشاعر من اللغة سقفاً لطيور أصابعه،
لذلكَ تضيقُ جيوبهُ بالحقول.
قلت لهم:
الشعر لا يخدع أَحد،
غير أن الموتى لا يصدقونه.
ما أن يعلق الحبر شمعدانه في شرفة الخيال،
حتى تخلع القصيدة خفيّها وتركض فوق الورق.
الشاعر لا يشبه أحد،
بدليل، كلما ألتقيكَ أضع بيدك نهراً،
وكلما أودعكَ،
أرسل وراءكَ الغيمة لتحرسكَ من الشتات،
بامكانكَ أن تراني بوضوحٍ:
كيف أن الحرب لم تترك مكاناً في قميصي
إلا وبللتهُ الشظايا.
حتى تخلع القصيدة خفيّها وتركض فوق الورق.
الشاعر لا يشبه أحد،
بدليل، كلما ألتقيكَ أضع بيدك نهراً،
وكلما أودعكَ،
أرسل وراءكَ الغيمة لتحرسكَ من الشتات،
بامكانكَ أن تراني بوضوحٍ:
كيف أن الحرب لم تترك مكاناً في قميصي
إلا وبللتهُ الشظايا.
قالوا:
يسوي الشاعر الرياح شجراً ليسترد غزالته،
لذلك تجلسُ بين يديهِ الينابيع.
يسوي الشاعر الرياح شجراً ليسترد غزالته،
لذلك تجلسُ بين يديهِ الينابيع.
قلتُ لهم:
ألا ترونَ كيف يعلق جرس الإخضرار في عنق المطر؟
يولد من نخلةٍ،
ويدفنُ تحت جذع نخلةٍ.
وحتى بعد موته،
يطردُ الغبار من شرفة القصيدة.
ألا ترونَ كيف يعلق جرس الإخضرار في عنق المطر؟
يولد من نخلةٍ،
ويدفنُ تحت جذع نخلةٍ.
وحتى بعد موته،
يطردُ الغبار من شرفة القصيدة.
هذا هو الشعر
يشيدُ من الهواء بيتاً لعائلةٍ
ألقتها يد الجفاف خارج السرير.
ليس هذياناً
ولا جناح طير مقصوصْ،
ولا حنجرة مثقوبة يتساقط منها الرماد،
هو:
ترابُ الله،
يحملُ دم النخلة بين يديّهِ، ويصعدُ عالياً.
ألقتها يد الجفاف خارج السرير.
ليس هذياناً
ولا جناح طير مقصوصْ،
ولا حنجرة مثقوبة يتساقط منها الرماد،
هو:
ترابُ الله،
يحملُ دم النخلة بين يديّهِ، ويصعدُ عالياً.